أستانة – أعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية، الأحد، أن مباحثات التسوية السورية في العاصمة أستانة ستجري على مدار يومين، بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الاجتماع سيعقد خلف الأبواب المقفلة ولن يرشح من المداولات شيء قبل مساء الثلاثاء.
كما أكدت مصادر رسمية في أستانة، وصول وفد المعارضة السورية، ووفود كل من روسيا وتركيا وإيران ومندوب الأمم المتحدة والوفد الممثل للسلطات السورية.
من جانبها، أعلنت الخارجية الأميركية أن سفيرها في العاصمة الكازاخية جورج كرول سيمثلها في هذه المباحثات.
ولئن أعلن وزير خارجية كازاخستان كايرات عبدالرحمانوف أن الأجواء السائدة قبيل بدء المفاوضات حول سوريا في أستانة، في غاية الإيجابية مستندا في ذلك إلى بدء وصول الوفود المشاركة، فإن تصريحات بعض الأطراف لا تعكس ذلك.
وقال محمد علوش رئيس وفد المعارضة السورية في المحادثات إن رغبة روسيا في الانتقال من دورها القتالي في سوريا إلى دور محايد تعرقلها إيران و”النظام السوري”.
من جانبه، قال يحيى العريضي المتحدث باسم وفد المعارضة السورية في أستانة، الأحد، إنه بالرغم من سعي المعارضة لوقف الجرائم التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه، فإنها لن تقدم أي تنازلات خلال المباحثات.
وأوضح العريضي أنه “بينما تهدف المعارضة السورية إلى وضع حد لنزيف الدم والجرائم التي يرتكبها النظام السوري وإيران، يسعى الطرف الآخر (النظام وحلفاؤه) للحصول على نوع من التنازلات”.
في المقابل قال مساعد رئيس مجلس الشورى الإسلامي للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، السبت، مهاجماً الفصائل السورية المعارضة التي ستحضر مؤتمر أستانة، إن “المبادرة إلى عقد اجتماع كازاخستان جديرة بالاهتمام، لكن أي حل سياسي يجب ألا يحوّل إرهابيي الأمس إلى ساسة اليوم”، وهو الأمر الذي يعتبره مراقبون سعيا إيرانيا لعرقلة جهود التوصل إلى حل ينهي القتال.
وقال مستشار السفير الروسي في كازاخستان الأحد، إن مباحثات أستانة تجري بصعوبة لكن يجب منح المفاوضين فرصة للعمل.
فاروق يوسف: الجعفري وعلوش لن يجتازا العتبات الأولى للوصول إلى جنيف
ونقلت “الوكالة العربية السورية للأنباء” عن بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة ورئيس وفد المفاوضات التابع للحكومة السورية في محادثات السلام بأستانة قوله الأحد إن النقاط الرئيسية على جدول الأعمال تشمل تثبيت خطوط وقف إطلاق النار والتوصل إلى قواسم مشتركة بشأن محاربة الإرهاب.
وأضافت الوكالة نقلا عما قاله الجعفري في مؤتمر صحافي بأستانة أن محادثات السلام ستكون بين أطراف سورية فحسب، وأن تركيا لن تشارك في الحوار.
وأشار إلى أنه “من السابق لأوانه تحديد سقف التوقعات ولدينا توجهات بأن نشارك في الاجتماع مشاركة إيجابية وأن نستمع وننقل وجهة نظرنا الشعبية والرسمية إلى المشاركين الآخرين”.
وأنهت وفود روسيا وتركيا وإيران الأحد، مباحثات استمرت لـ6 ساعات في وضع وثيقة نهائية تكون أساسا للتفاوض بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة، دون التوصل إلى نتائج.
وأعرب رئيس الوفد الروسي ألكساندر لافرينتيف الأحد عن أمله في أن يتم التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن بحلول الإثنين، قبل الموعد الرسمي المحدد لبدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
وقال دبلوماسي روسي الأحد إنه لم يتضح بعد ما إذا كان ممثلو الحكومة السورية والمعارضة سيلتقون وجها لوجه لإجراء محادثات مباشرة في أستانة على الرغم من أن هذا الأمر هو هدفهم الرئيسي.
واعتبر الكاتب السياسي فاروق يوسف في تصريحات لـ”العرب” أن كلا الطرفين النظام والمعارضة حضرا لإفشال المفاوضات. وهو ما تعرفه روسيا وتركيا جيدا.
وقال “إن الحرب التي يمثل طرفاها في المفاوضات بشار الجعفري ومحمد علوش ستظل دائرة مجازا، ذلك لأن الطرفين لا يملكان ما يقدمانه حلا للأزمة التي لا ينظران إليها من جهة وطنية واحدة”.
وأضاف “يسعى كل واحد منهما إلى أن ينتصر على الآخر هذه المرة بالنقاط بعدما عجزا عن الوصول إلى الضربة القاضية. في المقابل فإن المجتمع الدولي في جزئه المقبول روسياً لن يكون متفرجا على ذلك الجدل الفارغ من أي معنى لأنه لا يملك الوقت لذلك”.
وأكد يوسف أن لا الجعفري ولا علوش سيجتازان العتبات الأولى للوصول إلى جنيف من خلال مؤتمر أستانة. فالعدوان، يفكر كل واحد منهما في الإطاحة بالآخر.
وأضاف “سيفرش بلاغته الهوائية ليصنع منها منطادا يحلق بالحاضرين في عوالم أندلسية فيما لا يملك عدوه علوش سوى ما تعلمه في جبهات القتال من جمل متشددة، صارت بمثابة لازمة غير واقعية للكلام عن واقع افتراضي، هو أشبه بالحلم بعيد المنال”.
العرب اللندنية