برلين – انتخب وزير الخارجية السابق فرانك فالتر شتاينماير الذي تعتبره الصحافة معارضا للرئيس الأميركي دونالد ترامب، رئيسا للبلاد الأحد.
ويعتبر منصب الرئيس فخريا في ألمانيا لكنه يتمتع بسلطة معنوية. أما المستشار والبرلمان فهما اللذان يتوليان السلطة.
وانتخب شتانيماير خلال جمعية تضم 1260 من كبار الناخبين ونواب ينتمي معظمهم إلى مجلسي البرلمان،النواب والمقاطعات والمناطق الألمانية.
ويأمل حزبه الاشتراكي الديمقراطي أن يعزز فوزه فرص مرشح الحزب مارتن شولتز، الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي، في مساعيه لتحدي المستشارة أنجيلا ميركل.
وحصل شتاينماير على 931 صوتا من أصل 1260 صوتا بعد أن وافق الديمقراطيون المسيحيون بزعامة ميركل على دعمه.
وتميز شتاينماير المعروف بصراحته في وزارة الخارجية، بانتقاداته التي وجهها العام الماضي إلى ترامب. وخلال الحملة الانتخابية الأميركية، وصفه بأنه “مبشر بالكراهية”.
وأوجزت صحيفة “برلينر مورغنبوست” الوضع بالقول إن “شتاينماير يريد أن يكون رئيسا معارضا لترامب”، فيما زاد الرئيس الأميركي من الانتقادات الموجهة إلى ألمانيا.
ويتمتع شتاينماير المقرب من المستشار السابق غيرهارد شرودر، بتقدير كبير في أوروبا الغربية، لكن بدرجة أقل في أوروبا الشرقية حيث أثارت مواقفه التي اعتبرت أحيانا مؤيدة لموسكو، القلق والهواجس.
وعلى الصعيد الداخلي، يشكل انتخاب شتاينماير مؤشرا جديدا على الضعف السياسي لميركل قبل أقل من سبعة أشهر من الانتخابات النيابية، في مواجهة الاشتراكيين الديمقراطيين هذه المرة.
وقال مايكل برونينغ، الخبير السياسي في “مؤسسة فريدريش ايبرت” المقربة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن “انتخاب شتاينماير من وجهة نظر الاشتراكيين الديمقراطيين هو المقدمة لشيء أهم بكثير: الفوز في انتخابات سبتمبر ضد ميركل” ما كان يبدو “مستحيلا” حتى قبل فترة قريبة.
وقد اضطرت المستشارة المحافظة إلى الموافقة في نهاية العام الماضي على دعم منافسها السابق، لأنها لم تتمكن من الإتيان بمرشح من فريقها يتمتع بما يكفي من القوة والتوافق عليه. وشكل ذلك إهانة سياسية لها.
وفيما بدا لفترة طويلة أن إخراجها من المستشارية صعب، باتت ميركل تشعر بالخطر المحدق بها.
فعلى اليمين، يتعين عليها أن تأخذ في الحسبان منافسة حركة “البديل من أجل ألمانيا” التي تستقطب 10 إلى 12 بالمئة من الأصوات، وأن تراعي التذمر لدى فريقها السياسي الناجم عن قرارها في 2015 فتح البلاد لاستقبال مئات الآلاف من اللاجئين.
وعلى اليسار، حيث استقطبت ميركل حتى الآن الكثير من الدعم بسبب سياستها الوسطية، يسجل الاشتراكيون الديمقراطيون تناميا ملحوظا في نوايا التصويت منذ اختاروا رئيسا يتمتع بشعبية كبيرة، هو الرئيس السابق للبرلمان الأوروبي مارتن شولتز.
وتساءلت صحيفة بيلد “هل هذه بداية نهاية عصر ميركل؟”، فيما تحدثت مجلة “دير شبيغل” الأسبوعية عن “أفول ميركل” على غلافها.
العرب اللندنية