دعت المعارضة السورية إلى مفاوضات مباشرة في جنيف، واتهمت النظام السوري بأنه يريد فقط كسب الوقت، في حين استبعد المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن تفضي جولة المفاوضات التي تنطلق غدا الخميس إلى انفراج في الأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التابعة للمعارضة السورية سالم المسلط لوكالة الصحافة الفرنسية مساء الأربعاء في جنيف “نطالب بمفاوضات مباشرة. نحن هنا لنفاوض، لنبدأ بمفاوضات مباشرة تبدأ بمناقشة هيئة حكم انتقالي”.
وأضاف في تصريحات منفصلة أن المعارضة تأمل أن تجد شريكا جادا في هذه المفاوضات، لكنه قال إن وفد النظام السوري جاء إلى جنيف من أجل كسب الوقت وليس للحديث عن انتقال سياسي في سوريا. وتابع المسلط أن المعارضة لا تريد أن تتكرر النسخة السابقة من مفاوضات جنيف قبل عام.
وكان وفد النظام برئاسة سفيره لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري قد وصل في وقت سابق الأربعاء إلى جنيف التي وصل إليها أيضا وفد المعارضة المؤلف من 22 فردا برئاسة نصر الحريري، وتعقد هذه الجولة برعاية الأمم المتحدة.
ووفق تصريحات سابقة للمبعوث الدولي إلى سوريا، يفترض أن تبحث الجولة الجديدة من المفاوضات السورية الانتقال السياسي وفق القرار الدولي 2254 الصادر في 2015.
ولم تشهد الجولات السابقة نقاشا حقيقيا بشأن عملية انتقال مفترضة للسلطة في سوريا في ظل رفض النظام السوري تطبيق بيان جنيف 1، خاصة بعد تحقيقه مكاسب ميدانية كبيرة العام الماضي على حساب المعارضة في مدينة حلب وغيرها.
دي ميستورا قال إن مفاوضات جنيف ستركز على تأسيس حكم شامل غير طائفي ووضع دستور جديد لسوريا (رويترز)
أفق محدود
من المقرر أن يعقد دي ميستورا صباح غد الخميس مشاورات منفردة مع وفدي النظام والمعارضة كلا على حدة. وقد قال دي ميستورا الأربعاء في مؤتمر صحفي بجنيف إنه لا يتوقع حدوث انفراج في الجولة الرابعة التي تنطلق غدا في جنيف، أوضح أنه يريد تحقيق ما سماها قوة دافعة كبيرة في هذه المفاوضات.
وأضاف أن هذه الجولة بداية لسلسلة جولات للبحث بعمق في حل سياسي، مؤكدا أن المفاوضات ستركز على تأسيس حكم شامل غير طائفي، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات بسوريا، وهي النقاط الثلاث التي نص عليها القرار الدولي 2254.
كما لفت المبعوث الأممي إلى أن وقف إطلاق النار هشّ لكنه صامد إلى حد بعيد، وقال إن روسيا طلبت رسميا من الحكومة السورية وقف القصف الجوي في المناطق التي يشملها وقف إطلاق النار.
وشدد على أن كتابة دستور جديد حق مقصور على الشعب السوري ولا أحد غيره. وكان يلمح بذلك إلى مشروع الدستور الذي عرضته روسيا في أستانا، ورفضته المعارضة.
يشار إلى أن الجولة الرابعة في جنيف تأتي عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وجولتين من المفاوضات بين النظام والمعارضة المسلحة في أستانا بكزاخستان برعاية روسيا وتركيا وإيران بصفتها دولا ضامنة.
المصدر : وكالات,الجزيرة