د.سليم محمد الزعنون*
شهد مؤتمر القمة العربية الذي عقد في منطقة البحر الميت بالمملكة الأردنية الهاشمية في 29 آذار/مارس الماضي، متغيرات جديدة لم تكن متوفرة في القمة السابقة التي انعقدت في موريتانيا العام الماضي، تتمثل في :
حضور 18 زعيماً من أصل 21. وفي مقدمتهم على سبيل المثال لا حصر الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمير الكويتي صباح الأحمد الصباح، والأمير القطري تميم بن حمد آل الثاني، ورئيس الوزراء الإماراتي وحاكم إمارة دبي محمد بن راشد آل مكتوم.
حضور “جيسون جرينبلات” المستشار الشخصي للرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” وإجرائه لقاءات ثنائية على هامش القمة مع زعماء المنطقة ومستشاريهم. بما كان له انعكاسات واضحة على الموضوعات التي ناقشتها القمة وهي (الصراع العربي الإسرائيلي، والخطر الإيراني).
ويأتي ذلك ليتسق مع رؤية الإدارة الأمريكية الجديدة لإعادة هيكلة الشرق الأوسط، القائمة على تجديد الصلات مع حلفائها من الدول العربية،ودعم استقرارها، مع ابداء الإستعداد لاستخدام القوة العسكرية ضد إيران.
مواجهة الخطر الإيراني .
يبدو أن هناك جهود أمريكية لإعادة الاصطفاف العربي في مواجهة التمدد الإيراني، بدا ذاك واضحا في ثلاث محاور:
الأول: المصالحة بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، والواضح أن هذه المصالحة تمت مناقشتها خلال زيار محمد بن سلمان إلى واشنطن في آذار/مارس الماضي.
الثاني: تأكيد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في خطابه ضرورة الحاجة للتصدي بقوة لتمدد إيران بالشرق الأوسط .
الثالث: بذل ملك المملكة الأردنية الهاشمية عبدالله الثاني جهوداً لإقناع الزعماء العرب لإنشاء تحالف عربي لمواجهة التحديات والأخطار التي تتعرض لها الأمة العربية .
ويؤشر البيان الختامي للقمة على ماهية التحالف الجديد في مواجهة إيران، فقد دعا لوقف التدخل الخارجي في الشئون العربية الداخلية، واستنكر محاولات طهران لإشعال الفتن بين الشيعة والسنة، وستشهد الفترة القادمة حركة دبلوماسية نشطة بين الدول العربية لبحث تشكيل التحالف الجديد في مواجهة إيران، وكذلك حركة دبلوماسية نشطة مع الولايات المتحدة الأمريكية، والحلفاء في الغرب.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
لم يأتي البيان الختامي للقمة بجديد؛ حيث أكد على مبدأ “حل الدولتين”، يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967م، عاصمتها القدس الشرقية، مع تبني مبادرة السلام العربية، ودعوة دول العالم إلى عدم نقل سفاراتها للقدس المحتلة، وتطبيق قرار مجلس الأمن 2334 ضد الاستيطان الإسرائيلي بالضفة الغربية.
وهذا يؤشر إلى سعي القمة إلى التأثير على المباحثات التي تجرى داخل الإدارة الأمريكية حول بلورة مقترح لتسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين .
من الواضح أن هناك إعادة هيكلة للسياسات والتحالفات في الشرق الأوسط، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تسعى لفرض نظام جديد في الشرق الأوسط، غير أن التحدي الذي يمكن أن يواجها يكمن في القدرة على اقناع الزعماء بالتوجهات الجديدة خاصة فيما يتعلق بالتسوية السلمية بين الفلسطينين والإسرائيلين.