أبوظبي – يلتقي الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الخميس، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك خلال زيارة إلى موسكو ستكون امتدادا لسياسات إماراتية حريصة على إثراء الشراكات عبر العالم وتنويعها لتشمل مختلف قواه الكبرى التي تبدو بدورها مهتمة بالإصغاء إلى صوت الإمارات كقوّة اقتراح لحلول متوازنة للملفات الإقليمية والدولية المعقّدة، وكطرف مقبول للتوسط في عدّة قضايا.
وقال الكرملين، الأربعاء، إن الرئيس فلاديمير بوتين سيجتمع مع الشيخ محمد بن زايد، الخميس في روسيا، ليبحثا معا موضوع الحرب ضد الإرهاب الدولي والأزمة السورية وكذلك الوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على وجه العموم.
وتأتي هذه الزيارة بينما تنشط محاولات البحث عن مخارج سلمية لأزمات المنطقة وصراعاتها المسلّحة المشتعلة منذ ما يزيد على نصف عقد من الزمان، لا سيما في سوريا حيث تمثّل روسيا طرفا مباشرا له حضور ميداني في الصراع.
ويرى مراقبون أن لدولة الإمارات العربية المتحدة، بما يميّز دبلوماسيتها من هدوء، وبما تمتلكه من شبكة علاقات واسعة ومتنوعة عبر العالم، وما تحظى به من مصداقية لدى أغلب الدول، ولا سيما القوى الكبرى، دورا كبيرا ينتظر أن تؤدّيه خلال مرحلة الخروج من فترة الصّدام والتوتّر، إلى فترة الحوار والتفاهم السلمي.
ومن هذا المنطلق قال محللون سياسيون إنّ زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى موسكو، بقدر ما تمثّل مصلحة لبلاده المعنية دائما بتوسيع دائرة شركائها عبر العالم، تمثّل أيضا حاجة لروسيا لمساعدتها على الخروج بسلام من صراعات الشرق الأوسط التي اندفعت إليها بقوة مفرطة ما جعلها تفقد ثقة شركاء مهمين لها في المنطقة، فضلا عن اهتزاز صورتها لدى كثير من الشعوب.
ومن شأن الدبلوماسية الإماراتية الهادئة –وفق المحللّين- أن تسحب روسيا إلى مساحة التفاهم مع العرب على قاعدة المصالح المشتركة دون الحاجة إلى الغوص أكثر في مستنقع الصراعات المسلّحة.
ووفق خبراء العلاقات الدولية، فإنّ من نقاط قوة الدبلوماسية الإماراتية سعيها لإقامة العلاقات على قاعدة المصالح المشتركة، حيث تمتلك دولة الإمارات بما يميّزها من استقرار سياسي وأمني وبما لها من مقدّرات اقتصادية ضخمة، ما يشجّع الدول على الشراكة معها.
العرب اللندنية