تناولت مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات فيديو تظهر عناصر في مليشيات “الحشد الشعبي” تنفذ عمليات إعدام بحق مدنيين، بينهم أطفال، في قرى تابعة لمحافظة صلاح الدين، فيما أكد بعض ذوي الضحايا أن أبناءهم قتلوا بسبب أسمائهم وانتماءاتهم المذهبية والعشائرية.
وأظهرت صفحة “كتائب الإمام الحسين”، على “فيسبوك”، صوراً لقتلى قالت إنهم ينتمون لتنظيم الدولة الاسلامية، “داعش”. وقالت الصفحة، التي تتابع عمليات مليشيات “بدر”، و”عصائب أهل الحق” و”حزب الله العراق”، إن هؤلاء قتلوا على أيدي المقاومة الاسلامية. ونشرت على هذه الصفحات شعارات تهدد عشائر البوعجي، والبوناصر، والتكارتة، والبيجات، التي تقطن تكريت، بالإبادة والتصفية العرقية.
كما أطلق معلّقون، بينهم مسؤولون في الدولة العراقية، تهديدات بالثأر من سكان صلاح الدين، المحافظة التي تقول الحكومة العراقية إنها شهدت مقتل قرابة 1700 جندي معظمهم من جنوب العراق على أيدي تنظيم “داعش”.
[اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: “داعش” والمليشيات يرتكبان جرائم حرب في العراق]وتناقلت صفحة مليشيا “الشباب الرسالي” صور وأنباء ما سمّتها “الانتصارات الكبيرة” بمقتل واندحار “خوارج العصر” في تكريت، مبيّنة أن عناصر المقاومة الاسلامية “أثلجوا الصدور بتوثيق انتصاراتهم على تنظيم الدولة الاسلامية ـ داعش ومَن والاه”.
فيما أظهرت صفحة “الإعلام الحربي” صوراً لعدد من الأشخاص قالت إنهم قتلوا في معارك تكريت بعد التمثيل بجثثهم ورميهم في حفرة. كما تباهت بنشر صورة لرأس مقطوع مربوط في عجلة عسكرية ادعت أنه لأحد عناصر “داعش”.
وأثار التسجيل، الذي أظهر عناصر المليشيات وهم يعدمون طفلاً لم يتجاوز عمره الثانية عشرة، ردود فعل غاضبة، وقالت قريبته، الحاجة أم محمد، لـ”العربي الجديد”، إن الطفل أعدم بسبب هويته الطائفية، مبيّنة أن عدداً كبيراً من أبناء القرى المحيطة بتكريت أعدموا بسبب أسمائهم، بعدما اعتقلت المليشيات العراقية والإيرانية العشرات من عشيرة البوعجيل.
وسبق لزعيم مليشيا “بدر”، هادي العامري، ورئيس مليشيا “عصائب أهل الحق”، قيس الخزعلي، أن هددا بقتل كل من يقع بين أيديهما من أبناء عشيرتي البوعجيل والبوناصر بحجة تورطهم بجريمة سبايكر التي قتل فيها مئات الجنود.
انتشار التسجيلات والصور التي تظهر الإعدامات بحق سكان تكريت، أثار الرعب في نفوس أهالي المحافظات الواقعة تحت سيطرة “داعش”، ما دعا القيادي في اتحاد القوى العراقية، حسن الجبوري، للتحذير من تداعيات انفلات المليشيات التي تمادت في تكريت ونفذت إعدامات طالت مدنيين بينهم أطفال. وتابع حديثه لـ”العربي الجديد”، قائلاً إن التسجيلات والصور التي عرضت كشفت حقيقة أكاذيب المليشيات، لأن الذين أعدموا لم تنطبق عليهم مواصفات “داعش”. وأضاف: “هم إما أطفال غير قادرين على حمل السلاح، أو رجال عزّل مدنيين”.