القاهرة – يقوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب قريبا بزيارة إلى القاهرة لتأكيد الشراكة بين البلدين التي اهتزت خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
ويبدي الرئيس الأميركي حرصا كبيرا على تطوير العلاقة مع مصر التي يعتبرها ضلعا رئيسيا في استراتيجيته لحل الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط.
وزار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي واشنطن في أوائل أبريل الماضي والتقى ترامب الذي أشاد به حينها، قائلا إنه “يقوم بعمل رائع.. وسط ظروف صعبة”.
وخلال لقاء منفصل، عقد الأحد على هامش القمة العربية الإسلامية الأميركية بالرياض، جدد ترامب إشادته بنظيره المصري، متعهدا بزيارة قريبة للقاهرة.
وقال الرئيس الأميركي “بالتأكيد سنضع أمر زيارة مصر على جدولنا في القريب العاجل”، واصفا السيسي بـ“الصديق”، لافتا إلى أن “أمن مصر يبدو متينا”.
وتخلل اللقاء بين الزعيمين حديث طريف إلى حد كبير سمعه الصحافيون.
وقال السيسي لترامب “أنت شخصية فريدة قادرة على فعل المستحيل”، فرد عليه الرئيس الأميركي، وسط ضحكات الحاضرين، “أتفق معك في ذلك”. وأعرب ترامب عن إعجابه بالحذاء الذي ينتعله السيسي، وقال له “أعجني حذاؤك! يا رجل ما هذا”.
ومنذ وصوله إلى الرئاسة حرص دونالد ترامب على طي صفحة قاتمة في تاريخ العلاقات بين البلدين سطرتها إدارة سلفه باراك أوباما، بسبب مواقف الأخير المثيرة للجدل من نظام السيسي، وبدا ملف حقوق الإنسان والحريات أحد أهم المنغّصات.
وأكد نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية المصري السابق، لـ“العرب”، أن ترامب والسيسي يحاولان ترميم ما لحق بالعلاقة بين البلدين من شروخ سابقة، ويبحث الرئيس المصري عن دعم أميركي في مواجهة الإرهاب في سيناء، في المقابل يريد ترامب علاقات أكثر دفئا، لضمان مشاركة القاهرة في قيادة أي تحالف لمواجهة الإرهاب في المنطقة.
وقال حسن أبوطالب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، لـ“العرب”، إن لقاء الرياض يعكس وجود تفاهم واضح للإجراءات المصرية في مواجهة الإرهاب، وهو ما يخفف من أثر الانتقادات الأميركية من قبل بعض أعضاء الكونغرس بشأن تقييم الدور المصري في مواجهة التنظيمات الإرهابية.
وتحتاج الإدارة الأميركية لحليف مثل مصر للعودة بقوة إلى ساحة الشرق الأوسط، والاضطلاع بدورها التاريخي في هذه المنطقة والذي تراجع خلال السنوات الماضية.
وتعتبر واشنطن أن السعودية ومصر محوران لا غنى عنهما لموجهة التحديات القائمة مثل التمدد الإيراني ومكافحة الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الدولة الإسلامية التي تعد مصر أحد أبرز المتضرّرين منه.
ولعبت الإدارة الأميركية الحالية دورا مهمّا في تبديد سوء التفاهم الذي طبع العلاقة بين القاهرة والرياض خلال الأشهر الماضية، وترجم ذلك في عقد الرئيس المصري قمة مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز في الرياض الشهر الماضي.
واستأنفت الرياض ضخ مشتقات نفطية تبلغ 700 ألف طن شهريا لمصر بعد تجميدها، بالتزامن مع زيارة قام بها الأمير محمد بن سلمان ولي ولي عهد السعودية لواشنطن، وهو ما فتح الباب أمام توثيق التنسيق بين الدول الثلاث (الولايات المتحدة والسعودية ومصر).
لكن بعض المتابعين في القاهرة رهنوا تعاظم الدور المصري بعاملين، الأول أن تتخلى مصر عن سياسة الحذر الذي خيّم على الكثير من تحركاتها في الفترة الماضية، والثاني أن تتبنى موقفا أشد وضوحا من إيران، لأن الفترة المقبلة تتسم بالمزيد من الحسم في التعامل مع بعض القضايا الساخنة.
وأبدت القاهرة استعدادا لذلك، وأشار أبوطالب إلى أن لقاء ترامب السيسي عبر عن رغبة قوية بين القيادتين للتأكيد على أن هناك تفاهمات كبيرة، في وقت يجري التحضير فيه لتغييرات إقليمية واسعة سواء فيما يتعلق بالمحاولات الأميركية لإنجاز اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أو من خلال تدشين تحالف عربي إسلامي بالمنطقة.
وتحاول واشنطن الدفع بالقضية الفلسطينية للأمام، والبحث عن سبل واقعية لتحريك عملية التسوية. ويرجح البعض أن تأتي التسوية من رحم حزمة من التفاهمات المشتركة بشأن الأوضاع الإقليمية وأفق العلاقة بين العرب وإسرائيل.
العرب اللندنية