الحرس الإيراني يخشى تصنيفه إرهابيا

الحرس الإيراني يخشى تصنيفه إرهابيا


طهران – حذر قائد بارز بالحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة الاثنين من أنها إذا صنفت الحرس الثوري باعتباره منظمة إرهابية وفرضت عقوبات جديدة على بلاده فإن رده سيكون محفوفا بالمخاطر على القوات الأميركية في المنطقة.

واعتبر متابعون للشؤون الإيرانية أن هذا التحذير يعكس قلق طهران الكبير من وجود قوات أميركية في مناطق نفوذها بالعراق وسوريا، ما يهدد خططها في إقامة هلال شيعي من طهران إلى بيروت، وتوظيف الصراعات الطائفية في مسعاها لأن تكون قوة إقليمية مؤثرة.

وقال مسؤولون أميركيون في وقت سابق هذا العام إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس مقترحا قد يقود إلى احتمال تصنيف الحرس الثوري الإيراني باعتباره منظمة إرهابية.

وصوّت مجلس الشيوخ الأميركي في منتصف يونيو الماضي لصالح فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها للصواريخ الباليستية وأنشطة أخرى لا تتعلق بالاتفاق النووي الدولي الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى في العام 2015.

ويتعين أن يقرّ مجلس النواب التشريع الجديد وأن يصادق عليه الرئيس ترامب ليصبح قانونا.

ونقل “سباه نويز″ الموقع الإخباري الرسمي للحرس الثوري عن رئيس هيئة الأركان الميجور جنرال محمد باقري قوله “مساواة الحرس الثوري بالمنظمات الإرهابية وتطبيق عقوبات مماثلة عليه يشكل خطرا كبيرا على أميركا وقواعدها وقواتها المنتشرة في المنطقة”.

ولم يورد تفاصيل عن نوع الخطر الذي يتوقعه على القوات الأميركية وقواعدها.

واعتبر المتابعون أن تصريحات باقري تأتي استمرارا لتصريحات إيرانية لم تخف قلقها من التقارب الأميركي الروسي في سوريا، والذي توّج باتفاقية وقف إطلاق النار جنوب سوريا، وقيل إن من أهدافه منع إيران وحزب الله اللبناني من الاقتراب من الحدود الإسرائيلية والأردنية. ولم يخف مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين جابر الأنصاري، الأحد، قلق بلاده من هذا التقارب حين قال إن مشاركة القوات الإيرانية في سوريا جاءت تلبية لدعوة من الحكومة السورية، وأنها ليست رهنا بموافقة أيّ من الجهات الإقليمية أو الدولية.

وبعد ثلاثة أيام من تصويت مجلس الشيوخ الأميركي على العقوبات الجديدة أطلقت إيران صواريخ على شرق سوريا استهدفت قواعد داعش، ما اعتبر رسالة قوية إلى الأميركيين أيضا الذين يسعون لمنع التمدد الإيراني على حدود سوريا والعراق.

وانتقد باقري كذلك تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس في الفترة الأخيرة عن أن تغيير النظام سيكون ضروريا قبل أن تطبّع الولايات المتحدة علاقاتها مع إيران.

وقال باقري “المسؤولون الأميركيون يجب أن يتحدثوا بحكمة وتعقل ونضج أكبر عن الدول الأخرى خاصة لو كانت دولة قوية مثل إيران التي تصدت لجميع المؤامرات بقوة وشموخ”.

العرب اللندنية