المليشيات تحوّل المدن العراقية المحرّرة لمناطق خالية من السكان

المليشيات تحوّل المدن العراقية المحرّرة لمناطق خالية من السكان

 

349

كشف سياسيون عراقيون عن تحوّل بعض المدن المحرّرة من سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) إلى مناطق خالية من السكان. القيادي في اتحاد القوى العراقية، محمود الونداوي، أوضح لـ”العربي الجديد”، أنّ عشرات القرى التي دخلها الجيش والمليشيات، لا تزال خالية من سكانها بسبب القيود التي تفرضها القوات الأمنية، وعمليات القتل والخطف، التي تمارسها المليشيات.

كما أشار إلى نشر نقاط تفتيش حول القرى المحيطة بمدن المقدادية وبهرز وشهربان، تمارس جميع أنواع التضييق، على كل من يحاول العودة الى تلك المناطق.

بدوره لفت عضو البرلمان العراقي عن محافظة ديالى، رعد الدهلكي، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، إلى أنّ عدداً من مناطق المحافظة، أصبح “مدناً خالية من السكان” بسبب التضييق الذي تمارسه القوات الأمنية والمليشيات، منتقداً صعوبة إجراءات العودة الى تلك المناطق.
وفي سياقٍ متصل، نفى نازحون من محافظة صلاح الدين، عودة الأسر التي هربت من القتال إلى منازلها، وصرّحوا لـ”العربي الجديد” أنّهم فضلوا الهروب إلى محافظة الأنبار الساخنة، على البقاء في ساحات القتال، بعد مشاهد القتل وحرق الممتلكات التي مارستها مليشيات “الحشد الشعبي” في المحافظة. كما أشاروا إلى انهيار شبه تام للبنية التحتية والخدمات، في مناطق الدور والعلم والبوعجيل، فضلاً عن تدمير وحرق عشرات الدور السكنية والمحال التجارية.
كذلك، حذّرت منظمة هيومن رايتس ووتش من خطورة “الانتهاكات العشوائية” التي ترتكبها مليشيات عراقية، في المناطق التي حررتها من تنظيم “داعش”، وذكرت في تقريرٍها بأنّ تلك المليشيات التي تضم متطوّعين يقاتلون إلى جانب القوات العراقية، قامت بعمليات تدمير عشوائية، ألحقت أضراراً بممتلكات المدنيين.

وأوضح التقرير الذي حمل عنوان “التدمير بعد التحرير”، أنّ الزيارات الميدانية وتحليلات صور الأقمار الصناعية، والمقابلات مع الضحايا والشهود، أثبتت وجود انتهاكاتٍ واضحة، لقوانين الحرب، شملت عمليات حرق وسلب ونهب وتدمير قريتين بالكامل وخطف 11 شخصاً على الأقل، كما نقل التقرير شهادات سكان محليين، وضباط في قوات البشمركة الكردية، تفيد بتدمير عدة قرى في المناطق الواقعة بين مدينتي الخالص وامرلي، شملت ممتلكات خاصة لعراقيين سنّة.

عبد العزيز الطائي
نقلا عن العربي الجديد