واشنطن – وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء، القانون الذي أقره الكونغرس بفرض عقوبات جديدة على روسيا والذي وقعه ليصبح قانونا نافذا بأنه “معيب بشكل كبير” وحث الكونغرس على عدم استخدامه لعرقلة جهود الولايات المتحدة مع الحلفاء الأوروبيين لحل الأزمة الأوكرانية.
وقال ترامب في بيان “على الرغم من أني أؤيد اتخاذ إجراءات صارمة لعقاب وردع السلوك العدائي الذي يقوض الاستقرار من جانب إيران وكوريا الشمالية وروسيا إلا أن هذا التشريع معيب بشكل كبير… في غمرة التعجل لإقرار هذا التشريع، أدرج الكونغرس فيه عددا من البنود غير الدستورية”.
وكان الكونغرس قد أيّد الأسبوع الماضي بأغلبية كبيرة فرض عقوبات على الحكومة الروسية بسبب تدخلها في الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016 وضمّها لشبه جزيرة القرم وغيرهما مما اعتبر انتهاكات للمبادئ الدولية.
وقبل ترامب، الذي كان واضحا في إبداء رغبته في تحسين العلاقات مع روسيا، على مضض العقوبات الجديدة التي فرضها الكونغرس والتي تشمل إيران وكوريا الشمالية.
وجاء تصديق ترامب على مشروع القانون عقب إشارات متضاربة من الإدارة الأميركية في الأيام القليلة الماضية بشأن العقوبات.
وأبلغ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الثلاثاء، بأن الرئيس ترامب قبل على مضض العقوبات الجديدة في تصريحات تتناقض مع تلك التي أصدرها مايك بنس نائب الرئيس الذي قال إن المشروع أظهر أن ترامب والكونغرس يتحدثان “بصوت واحد”.
وذكر تيلرسون أنه وترامب لا يعتقدان أن العقوبات الجديدة “ستكون مفيدة لجهودنا” بشأن الدبلوماسية مع روسيا. وقال تيلرسون مرارا إن أكبر قوتين نوويتين في العالم لا يمكن أن تكون بينهما علاقة على هذا النحو من السوء. وكانت له أعمال في روسيا عندما عمل رئيسا تنفيذيا لإكسون موبيل.
وأضاف “لم يكن الرئيس ولا أنا راضيين عن تحرك الكونغرس لفرض هذه العقوبات والطريقة التي فعل بها ذلك… كنا واضحين بأننا لا نعتقد أنها ستكون مفيدة لجهودنا لكن هذا القرار الذي اتخذوه.. قد اتخذوه بأغلبية كبيرة. أعتقد أن الرئيس يقبل ذلك”.
واصطدمت رغبة ترامب في تحسين العلاقات مع موسكو بنتائج توصلت إليها وكالات المخابرات الأميركية تفيد بتدخل روسيا لمساعدته ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وتحقق لجان من الكونغرس في تلك القضية. وتنفي موسكو أي تدخل، ويشدد ترامب على عدم تواطؤ حملته مع روسيا.
وتراجعت العملة الروسية الروبل قليلا في أعقاب التقرير الأوّلي عن توقيع ترامب لمشروع القانون.
وكان الكرملين يعول على ترامب عند وصوله إلى البيت الأبيض لتحسين العلاقات بين قطبي الحرب الباردة السابقين، وهو الذي وجه إشارات قوية في هذا الصدد إلى روسيا عندما كان لا يزال مرشحا.
لكن الغريمين الكبيرين يظلان متباعدين بخصوص التدخل الروسي في أوكرانيا والعقوبات الأميركية ضد حلفاء الكرملين ودعم موسكو لنظام بشار الأسد في سوريا.
العرب اللندنية