تستعد قوات من «الحشد العشائري» العراقي، لاستئناف الهجوم على مدينتي عانه وراوه، في الأنبار، لاستعادتها من تنظيم «الدولة الإسلامية» بمساندة قطعات الفرقة السابعة التابعة للجيش العراقي، وقوات الجزيرة والبادية والشرطة المحلية، ودعم جوي من الطيران العراقي وطيران «التحالف الدولي».
وسبق لقيادة العمليات المشتركة في الأنبار أن أعلنت عن بدء عملية تحرير المدينتين إضافة إلى القائم غرب الأنبار، في الخامس من يناير/كانون الثاني 2017 بالانطلاق من قضاء حديثة 60 كيلومترا شرق قضاء عانه.
وتحدثت مصادر، من حشد عشائر الغربية في الأنبار لـ «القدس العربي» عن انتظار حشد عشائر حديثة وحشد الغربية الأوامر العسكرية من قيادة العمليات المشتركة، لاستئناف العملية.
وقال سعد آل حمد الإعلامي في حشد عشائر الغربية إن: «المدة المتوقعة لتحرير قضائي عانه وراوه لا يمكن أن تتعدى شهرا واحدا حسب تقديرات كبار الضباط وقادة الحشد العشائري».
وخلافا لغيرهما من المدن التي خضعت لسيطرة تنظيم «الدولة»، قال آل حمد إن: «العدو في المدينتين منهار جدا بعد أن تم تدمير تحصيناته الدفاعية بالضربات الجوية والأنفاق والخنادق التي حفرها على مقتربات المدينتين بالقصف الجوي».
وذكر أن «طيران القوة الجوية العراقية أقل كفاءة بكثير قياسا إلى طيران التحالف الدولي، الذي يمتاز بدقة الإصابة وانتخابه الأهداف المهمة لمواقع التنظيم ما أدى إلى فقدانه الكثير من إمكانياته الدفاعية والقتالية»، حسب قوله.
وأشار إلى مقاتلي تنظيم «الدولة»، قاموا «منذ أسابيع بنقل عوائلهم من مدينتي عانه وراوه إلى مدينة القائم على الحدود السورية التي يمكن أن تكون عملية تحريرها أكثر صعوبة من تحرير مدينتي عانه وراوة».
وبيّن آل حمد أن تنظيم الدولة اعتمد على «خطة دفاع عن المدينتين بأعداد قليلة جدا على شكل مجموعات قتالية صغيرة تهدف إلى استنزاف القوات المهاجمة وعرقلة وصولها إلى القائم».
وركز على أن «الهدف المرحلي» سيكون «تحرير» مدينتي عانه وراوه بحكم موقعها الجغرافي على الطريق المؤدي إلى مدينة القائم»، التي هي منطقة حدودية سيدافع عنها التنظيم بكل قوته المتاحة لارتباطها بمجريات الأحداث في سوريا ووقوعها إلى جوار معبر البو كمال السوري في محافظة دير الزور التي تخضع لسيطرة تنظيم الدولة»، حسب تعبيره.
ووصف الإعلامي في حشد الغربية سعد آل حمد، العمليات القتالية التي تخوضها قوات عراقية وقوات تابعة للحشد العشائري قرب مدينة عانه بأنها «عمليات تعرضية لاستنزاف العدو وانهاك قواته قبل الشروع بعمليات التحرير الكبرى».
وتعاني القوات المهاجمة، وفقا للمصدر من «صعوبة الوصول إلى المدينتين على الطرق الرئيسية بعد أن قام تنظيم الدولة بتدمير الجسور الثلاثة بين مدينتي حديثة وعانه منذ سيطرته عليهما في 2014».
وكشف أن القوات الآن «تستخدم طرق ترابية من مدينة حديثة للوصول إلى مدينة عانه من جهة الجنوب بمسافة تصل إلى 100 كيلومتر لتجاوز الوديان والجسور المدمرة، في حين لا تتعدى المسافة الاصلية اكثر من ستين كيلومترا على الطرق المعبّدة».
ونفى «مشاركة أي قوة تابعة للحشد الشعبي في عمليات التحرير سواء بمقاتلين أو تخطيط أو دعم عسكري أو لوجستي»، وفقا لقوله.
وتسفر العمليات القتالية لتحرير المدن من تنظيم «الدولة» على نزوح عدد كبير من السكان، الذين يجدون صعوبة في العودة بعد الدمار الذي يصيب منازلهم.
وفي هذا السياق، أعلن وزير الهجرة والمهجرين، جاسم محمد، أن «2.1 مليون نازح عادوا لمناطقهم المستعادة من تنظيم الدولة، من أصل 5 ملايين شخص كانوا قد فروا من تلك المناطق».
وقال في تصريح صحافي نقله الوكالة الوطنية العراقية للانباء، أن «عدد النازحين منذ سنة 2014، وصل إلى حوالي 5 ملايين، وقد عاد 2.1 مليون منهم إلى مناطقهم المستعادة»، مضيفا أن «نسبة النزوح الأكبر كانت من الموصل»، موكدأ ان «هنالك صعوبات تعيق عودة النازحين إلى جزء كبير من الجانب الايمن للموصل، جراء حجم الدمار الهائل في المدينة، منهم نحو 2.9 مليون شخص مازالوا نازحين، اكثرهم من محافظة نينوى».
وتابع «منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الموصل، في تشرين الأول 2016، حتى الثلاثاء 15 آب 2017، نزح 968 ألف شخص، عاد منهم نحو 267 ألفا إلى منازلهم ما يشير إلى أن نسبة العائدين تصل إلى 27 في المئة».
وبين أن «عدد النازحين في المخيمات بلغ نحو 750 ألفًا، يمثلون 135 ألف عائلة، وهو عدد كبير جدًا، بينما يسكن النازحون الآخرون في أرجاء البلاد»، حسب تعبيره.
رائد الحامد
صحيفة القدس العربي