لندن ـ «القدس العربي»: صرح مسؤولون أوروبيون وروس أنه لا بديل للاتفاق النووي بين الجمهورية الإسلامية ودول مجموعة «5+1»، وأن إلغاءه يتسبب أضراراً للأمن الدولي لا يمكن جبرانها، فيما اعتبر رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني والقيادي في الحرس الثوري، مجتبى ذو النور، إعادة فتح ملف الجانب العسكري للأنشطة النووية الإيرانية (المعروف بـ «بي أم دي») بأنه بمثابة موت الاتفاق النووي.
وحسب وكالة «فرانس برس»، قال الرئيس الفرانسي، إيمانويل ماكرون، خلال كلمته أمام مؤتمر سفراء فرنسا حول العالم، إنه لا بديل للاتفاق النووي، وإن الجانب الدولي سيواصل مراقبة تنفيذه بشكل قاطع وكامل من قبل إيران.
وأكد أن التوتر والمنافسة بين المملكة العربية السعودية وإيران، هما أحد أسباب اندلاع الأزمة الخليجية، وشدد الرئيس الفرنسي على ضرورة «عدم اختيار معسكرهم» ما بين السعودية وإيران، القوتين الكبريين المتخاصمتين في الشرق الأوسط.
وأضاف أن مكافحة الإرهاب يجب أن تكون أولى أولويات الدبلوماسية الفرنسية، وقال إن اجتثاث الإرهاب يمر أيضاً عبر تجفيف مصادر تمويله، معلناً تنظيم مؤتمر للتعبئة ضد تمويل الإرهاب مطلع 2018 في باريس.
ورأى أنّ لدى فرنسا هدفاً مشتركاً مع إيران وتركيا وروسيا، وهو دحر تنظيم الدولة، ومنع استخدام الأسلحة الكيميائية.
وأوضح أنّ وزير الخارجية الفرنسي سيطلق اقتراحاً بخلق مجموعة تواصل حول سوريا خلال دورة مجلس الأمن المقبلة، قائلاً إن الأمن والاستقرار في سوريا والعراق ضرورة حيوية بالنسبة لفرنسا، مضيفاً «نريد أن ينتصر السلام في سوريا، وتبدأ مرحلة سياسية انتقالية».
وعلى صعيد متصل، جددت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، دعم الاتحاد للاتفاق النووي، قائلةً إن الصفقة مع إيران هي اتفاق بين طهران والمجتمع الدولي، وإن مجلس الأمن في الأمم المتحدة يدعمها.
واعتبرت خلال كلمتها في مؤتمر السفراء الأوروبيين الاتفاق النووي أنه نهج مهم للغاية في النظام الدولي.
وأعربت عن سعادتها لأنها «سمعت من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ملتزمة بهذا الاتفاق»، وقالت إن تصريحات روحاني لها أهمية كبيرة بالنسبة لهم في الاتحاد الأوروبي.
وفي السياق، صرح نائب وزير الخارجية الروسي وكبير المفاوضين الروس، سيرغي ريباكوف، أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي سيتسبب بأضرار كبيرة للأمن الدولي والإقليمي، حيث لا يمكن تعويضها.
وأضاف أن موسكو تعمل قصارى جهدها لإقناع واشنطن أن تبقى ملتزمة بتعهداتها في إطار الاتفاق النووي.
وشدد على أن روسيا الاتحادية تعارض وبقوة أي تغيير في نص الاتفاق النووي، وأن جميع الأطراف المعنية بهذا الاتفاق عليها ألا تتخذ أي إجراء أحادي.
وبعد خروج مستشاري الرئيس الأمريكي المعارضين للاتفاق النووي من البيت الأبيض قبيل زيارة وزير الخارجية الألماني، زيغمار غابريل، إلى الولايات المتحدة، أعلن الأخير أن الالتزام بالصفقة النووية مع إيران والأزمتين الخليجية والكورية من أهم أجندة مباحثاته مع نظيره الأمريكي، ريكس تيلرسون.
وإلى ذلك، أكد رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني أن إعادة فتح ملف الجانب العسكري للأنشطة النووية الإيراني (ملف بي أم دي) بمثابة إعلان موت الاتفاق النووي.
وعلّق القيادي في الحرس الثوري خلال حديثه مع وكالة مهر للأنباء التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية الإيرانية، على زيارة مندوبة أمريكا لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إلى مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومحاولتها طرح موضوع تفتيش المواقع العسكرية الإيرانية المشبوهة بالنشاط السرية النووي، قائلاً إن أي قوة في العالم لا يمكنها إرغام الجمهورية الإسلامية الإيرانية على فعل شيء، وإن ما تقوم به إيران يستند إلى المبادئ والقيم والاستراتيجيات ومصالح الشعب.
وتابع مجتبى ذو النور قائلاً إن شرط طهران للقبول بالاتفاق النووي كان إغلاف ملف الجانب العسكري للبرنامج النووي الإيراني (PMD)، وأن دول مجموعة «5+1» وافقت عليه أيضاً، وأنه تم إغلاق هذا الملف قبل توقيع الاتفاق النووي، مضيفاً أنه لا يمكن العودة إلى الوراء.
وشدد على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يمكنها نقض تعهداتها، وأنه ومن هذا المنطلق إذا استطاع الأمريكان كسب الوكالة الدولية ومجموعة 5+1 إلى جانبهم وهذا ما يعد انتهاكاً صارخاً للاتفاق النووي، وأنهم سيواجهون رداً قوياً وجاداً من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وهدد بإعادة طهران النظر في مواصلتها تنفيذ الاتفاق النووي والبروتوكول الإضافي، وقال إن موافقة الوكالة الدولية للمطالب الأمريكية بتفتيش مواقع إيران العسكرية يعني موت الاتفاق النووي.
ولفت رئيس اللجنة النووية في مجلس النواب الإيراني النظر إلى أنه «لهذا السبب نرى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، غيَّر موقفه السابق بتمزيق الاتفاق النووي، واليوم يرى الأمريكان أن تمزيق الاتفاق النووي وموته لا يصبان بمصلحتهم، لأن إيران باستطاعتها اقتحام مجالات جديدة بسرعة عالية، ولا يمكنهم إعاقة حركتها».
القدس العربي