العبادي يرد على التايم الامريكية ببقاء العراق موحدا

العبادي يرد على التايم الامريكية ببقاء العراق موحدا

تعرض العراق عبر التاريخ لأطماع وغزوات كثيرة ، لما يتمتع به من ثروات عظيمة فهو بلد زراعي، ويمتلك اكبر مصدر للطاقة حيث يطفو على بحيرة من النفط ، مما حدا بالطامعين بثرواته والمحاولة ببث الفتن والتفرقة واللعب على الوتر الطائفي ولكنه في كل مرة يخرج البلاد اقوى مما كانت علية ، عزيزا مكرما باهله، ويبقى منارة تشع بنورها وتنشر الامل في كل ارجاء العالم، وعبر التاريخ ظل اهل الرافدين يقاتلون ويدافعون نيابة عن العالم قوى الشر والبغي والعدوان.
ولذلك لم يسلم العراق عبر تاريخه من حقد الحاقدين محاولين طمس تاريخ حضاراته ومنجزاتها، بالقول والعمل ، وبث الفرقة بين ابنائه؛ ليستطيعوا ان يمرروا خططهم الاستعمارية، ولنا بالمغول والصليبيين خير مثال.
ففي منتصف 2014 نشرت مجلة التايم الامريكية، مقالا بعنوان “نهاية العراق”، تضمن افكارا واحاديث وتحليلات تحدثت عن تقسيم العراق ونهايته، مبرزة ذلك بعرض خريطة محروقة للعراق، وتعد التايم اشهر مجلة في أمريكا، وما تنشره يعكس بشكل او بآخر توجه متخذي القرار الامريكي.
وجاء رد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، على المقال بعد ثلاث سنوات من نشره، ليثبت خطأ التنبؤات الامريكية الواردة فيه والمتوقعة تفتيت العراق وتقسيمه ارضا وشعبا.
وشكر العبادي القوات المسلحة العراقية والشعب العراقي، على تلاحمهم، مؤكدا ان العراق سيبقى موحدا.

ودعا العبادي الجيش والقوات الامنية المسلحة للسيطرة على المناطق المتنازع عليها ، والمحافظة على وحدة العراق باعتبار كردستان جزءا لا يتجزأ من العراق ، وعدم السماع ببتر اي جزء من هذا البلد العظيم، مشيرا الى ان استفتاء انفصال اقليم كردستان عن الدولة العراقية الموحدة جاء ليشجع بقايا داعش الارهابي على الاستمرار في عدوانه وجرائمه، وهذا ما شهدناه من انعكاسات وتداعيات خطيرة على البلاد، خاصة ان الجيش العراقي يقود حرب تحرير ضد التنظيم الارهابي في كبرى محافظات العراق، واوضح العبادي :” انه لا يمكن لأي جهد من أجل الاستقلال الذاتي أو الحكم الذاتي أن ينجح إذا ما اقترب بطريقة غير مشروعة، وإن الأعمال الانفرادية التي تنتهك القانون تهدد استقرار بلدنا بأكمله، وبالتالي يهدد جيرانه”.

وقال العبادي :” ان البلاد رغم انها تمر بظروف صعبة منذ توليه للسلطة عام 2014 ، اذ كان ثلث البلاد مجتاحا من الإرهابيين، والاقتصاد يكافح، والطائفية متغلغلة في المجتمع، والعلاقات مع دول العالم متوترة، رغم كل ذلك حققت البلاد بقيادة العبادي قطعنا خطوات كبيرة في الاصلاح والتنمية الاقتصادية من جهة ومحاربة الارهاب وتطهير الارض من جهة اخرى، ففي الجانب الاقتصادي من المتوقع تحقيق نمو حقيقي في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.9 % في عام2018.
وبين العبادي ان حكومته تمكنت خلال السنة الحالية من إصدار اثنين من سندات التمويل الدولية ، مشيرا الى مواجهة الدولة تحديات كبيرة في إعادة الخدمات إلى المدن وبناء المجتمعات وهذا يتطلب جهدا اضافيا وتمويلا دوليا لضمان الاستثمار والتنمية والوصول الى مرحلة التعافي والازدهار.
واوضح العبادي انه منذ منتصف 2014، والعراق يحارب الارهاب لتطهير ارضه من عدو شرس عمل على تدمير البنى التحتية في المحافظات التي سيطر عليها (الانبار وصلاح الدين والموصل)، اذ بلغت نسبة الدمار نحو 80% ، مما ادى الى النزوح والتهجير ، والدمار الاجتماعي والنفسي والاقتصادي .
واكد ان الجيش العراقي بقيادته تمكن من تحرير معظم المدن بما في ذلك الموصل وتلعفر والحويجة، مشيرا الى ان العراق يستعد لإعادة الاعمار والبناء ، وهنا يتوجب تضافر كل الجهود ليعود النازحون إلى ديارهم، وتعود الحياة الطبيعية تدريجيا، من فتح المدارس، والعيادات الصحية ويعود الأطباء والممرضات إلى ممارسة عملهم، لقد بدأنا المهمة الهائلة المتمثلة في إعادة بناء أمتنا.
لقد قدم شعبنا تضحيات كبيرة لتحرير أرضه، ويجب أن نتحد من أجل التعافي وإعادة البناء ، مثل اتحادنا لهزيمة الارهاب عدو الجميع .
وقال العبادي:” ان العديد من العراقيين شعروا بالصدمة جراء العمل الأحادي الجانب لبعض عناصر القيادة الكردية المهندسين الرئيسيين لدستور العراق عام 2005، الذي يكرس الفيدرالية العراقية ويحميها، وذلك بإجراء استفتاء غير قانوني الشهر الماضي”، مشددا على :”ان هذه الخطوة، التي تتعارض مباشرة مع الدستور، هي عمل من أعمال التقسيم المتعمد”.
وركز العبادي على انه :” لن يسمح ببذر بذور الشقاق مرة أخرى، وحث القيادة في كردستان العراق على أن لا تعمل بشكل انفرادي أو غير دستوري، بناء على ما يتخذه عدد قليل من القادة الذين يقفون ضد إرادة الأمة”، منبهاً سلطة كردستان إلى أن عليها “الاعتراف بسلطة الدستور والدخول في حوار على هذا الأساس”.
وقال العبادي: ” يتعين علي وبصفتي رئيسا للوزراء أن أتصرف وفقا للدستور لحماية جميع الشعب العراقي وإبقاء بلدنا متحدا، ولتحقيق ذلك، عززت الحكومة واستردت ما هو منصوص عليه في ولايتها الاتحادية، أي السلطة الاتحادية على الحدود الوطنية، وصادرات النفط، والعائدات الجمركية.”
وبين العبادي إن انتشار القوات العراقية في أجزاء من كركوك ومناطق أخرى شمالي العراق تتفق مع هذا النهج، وان القوات الاتحادية والجيش، ومكافحة الإرهاب والشرطة ووحدات الانتشار السريع جميعهم من مكونات النسيج العراقي، بمختلف طوائفهم العرقية والدينية ، بما في ذلك الأكراد مشيرا الى ان نشر القوات العراقية ليس هجوما على المواطنين الأكراد أو على مدينة كركوك، بل هو عملية اتحادية عراقية تهدف إلى إعادة السلطة الاتحادية إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة حتى عام 2014.
وكان العبادي أصدر تعليمات إلى هذه القوات بعدم إثارة مناوشات أو صراعات وصدامات مع الاكراد، ووجوب حماية المواطنين داعيا عناصر القوات العراقية للدفاع عن أنفسهم إذا تعرضوا لإطلاق النار.

واضاف العبادي:” ان أوامرنا واضحة للقوات المسلحة وهي تأمين مرافق اتحادية في كركوك والمناطق الشمالية الأخرى، والمساعدة في العودة الآمنة للمشردين، والحفاظ على اليقظة ضد الهجمات الإرهابية، وضمان عمل جميع الخدمات العامة بشكل طبيعي وتحسين تقديم الخدمات قدر الامكان، مؤكدا ان الحفاظ على الأمن يعني ضمان الاستقرار الاقتصادي، خاصة بعد سنوات من إجراء مبيعات النفط غير الدستورية وجلب الإيرادات، لحكومة إقليم كردستان التي اوشكت على الإفلاس؛ الناتج عن فساد عدد محدود من المسؤولين الأكراد وأسرهم.
واكد العبادي عزم حكومته على معالجة الفساد والتوزيع غير العادل لموارد العراق الوطنية ، وحماية الشعب العراقي من شماله الى جنوبه، داعيا قادة إقليم كردستان الى طاولة الحوار، لتجنب البلاد ازمات هو في غنى عنها .
وشدد العبادي على عدم إثارة أي صراعات او خلافات من شأنها اثارت الفتن، وأن تعمل القوات الداخلة إلى كركوك على حماية امن المواطنين.
وثمن العبادي، اتحاد العراقيين من اجل تحرير الارض من دنس الارهاب على مدى السنوات الثلاث الماضية، وإعادة بناء وبناء بلد ديمقراطي يتمتع فيه كل مواطن بإمكانية الوصول الكامل إلى حماية الدولة.
وبين العبادي أن العراق يعمل على ترسيخ الديمقراطية، بحيث تكون الدولة قادرة على حماية كل المواطنين بما يضمن حقوقهم، وإعادة اعمار البلد.
ودعا العبادي المجتمع الدولي لتقديم الدعم للعراق، وعدم تدخل القوى الإقليمية في الشؤون الداخلية للعراق، مشدداً على أن “العراق بات قادراً على أن يدير أموره بنفسه بشكل ديمقراطي، وأنه على المدى المتوسط فإن العراق بحاجة إلى تقديم الدعم لاقتصاده”.

ان هذه النجاحات المتحققة بقيادة العبادي على ارض العراق هي رد قاطع حاسم على مجلة التايم وكل من يؤيدها ويريد تعكير صفو العلاقات بين اهل العراق، او يحلم بتقسيم العراق والقضاء على وحدته، وتقويض تجربة المبدعة في الحفاظ على التلاحم بين الشعب والارتباط في الارض .

وحدة الدراسات الاقتصادية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية