يحتفل لبنان اليوم بعيد الاستقلال بحضور رئيس الحكومة سعد الحريري الذي سيجلس جنباً الى جنب مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لحضور العرض العسكري المركزي الذي تقيمه قيادة الجيش على أن ينتقل بعده الى بيت الوسط حيث يقام احتفال شعبي.
وفيما ذكرت دوائر قصر بعبدا أن لا موعد رسمياً محدداً بعد للرئيس الحريري مع الرئيس عون فقد لفتت الاجواء التي تتحدث عن تسوية جديدة مع الحريري يعود على اساسها عن استقالته لاسيما أن خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قبل يومين أبدى «انفتاحه على اي نقاش بعد عودة الحريري»، وتضمّن نفياً رسمياً لارسال الحزب «أي أسلحة أو صواريخ أو حتى مسدّس الى اليمن، أو البحرين أو الكويت أو العراق أو أي بلد عربي»، مشيراً الى «ان مهمة حزب الله في العراق انتهت».
وقد أطلّ الرئيس عون مساء امس موجّهاً رسالة الاستقلال للبنانيين وضمّنها جملة عناوين عكست معنى المناسبة وما تجسده من كرامة وطنية مشدداً على وحدة اللبنانيين واهمية تعزيز الاستقرار.
وتلقى الرئيس عون أمس برقية من الرئيس الامريكي دونالد ترامب جاء فيها أن «لبنان كان شريكاً قوياً مع الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الارهاب والتطرف العنيف ونحن نقف بثبات مع لبنان وسنواصل دعم جهود بلدكم لحماية استقرار لبنان واستقلاله وسيادته». كما تلقى عون برقية من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أعرب فيها عن «تمنياته بموفور الصحة والسعادة للحكومة وللشعب اللبناني المزيد من التقدم والازدهار».
كذلك أبرق الرئيس السوري بشار الأسد مهنئاً الرئيس عون بعيد الإستقلال، ومؤكداً «الحرص على تعزيز الروابط الاخوية القائمة بين بلدينا الشقيقين لما فيه مصلحة شعبينا والمصالح العليا للامة العربية». وجاء في برقية الرئيس الامريكي الى رئيس مجلس النواب نبيه بري «أن الولايات المتحدة تقدّر كثيراً العلاقات الثقافية والعائلية والسياسية والاقتصادية الدائمة بين شعبينا وبلدينا. وكان لبنان شريكاً قوياً مع الولايات المتحدة في مواجهة تهديد الإرهاب».
وفي الذكرى ال 74 للاستقلال إعتبر قائد الجيش العماد جوزف عون في أمر اليوم الذي وجّهه للعسكريين «أن ذكرى الاستقلال هذا العام تعود في وقت لا تزال الأصداء الإيجابية لعملية «فجر الجرود» تتردّد محلياً ودولياً، بعد أن تكلّلت بإنتصاركم على الإرهاب»، مشيراً إلى أن «الأوضاع السياسية الاستثنائية التي يمرّ بها لبنان، تستدعي منكم التحلّي بأقصى درجات الوعي واليقظة، والمواظبة على اتخاذ التدابير الكفيلة بالحفاظ على الاستقرار الأمني، لأنّ هذا الاستقرار يشكّل قاعدةً صلبة لإعادة إنتاج الحلول السياسية المنشودة، وجسر عبور للانتقال مجدداً من ضفّة القلق والشكّ إلى ضفّة الخلاص والإنقاذ.»
وأضاف قائد الجيش الذي سلّم بزّة القتال الجديدة للجيش الى رئيس الجمهورية: «أيّها العسكريون، أدعوكم إلى عدم التهاون مع الخارجين على القانون والنظام، وممتهني الجرائم المنظّمة والاعتداء على المواطنين، وإلى التصدّي بكلّ حزمٍ وقوّة لأيّ محاولة لاستغلال الظروف الراهنة بهدف إثارة الفتنة والتفرقة والفوضى، وتعريض وحدتنا الوطنية وسلمنا الأهلي ومصالح اللبنانيين للخطر. وأدعوكم في موازاة ذلك إلى متابعة العمليات الاستباقية ضدّ الخلايا والشبكات الإرهابية، حتى توقيف كلّ متورط بدماء الجيش والشعب اللبناني وإحالتهم إلى القضاء المختص لينالوا جزاءهم العادل، وإلى الجهوزية التامة على الحدود الجنوبية لمواجهة تهديدات العدو الإسرائيلي وخروقاته، وما يبيّته من نيّات عدوانية ضدّ لبنان وشعبه وجيشه، وإلى السهر الدائم على حسن تنفيذ القرار 1701، بالتنسيق والتعاون مع قوات الأمم المتحدة في لبنان، حفاظاً على الاستقرار».
بيروت القدس العربي