الجزائر – أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية عن مقتل ثمانية إرهابيين، بمنطقة الرخوش التابعة لمحافظة خنشلة في الجنوب الشرقي للبلاد، إلى جانب استرجاع كمية من الأسلحة والذخيرة إثر كمين نصبته وحدة للجيش في المنطقة.
ولم يشر بيان وزارة الدفاع إلى تفاصيل أخرى عن هوية الإرهابيين الذين لقوا مصرعهم، واكتفى بوصفهم بـ”الخطيرين”، إلا أن مراقبين رجحوا أن يكونوا من أتباع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ويلمح وصف “الخطير” الذي يرد في بعض بيانات وزارة الدفاع الجزائرية أحيانا، إلى العناصر الإرهابية التي التحقت بالعمل المسلح في السنوات الأولى لاندلاع الحرب الأهلية في البلاد.
ويشير إلى أن المعنيين بالوصف هم من الجماعات الإرهابية المتشددة، التي رفعت السلاح ضد الدولة تحت يافطة عدة تنظيمات محلية ودولية، ورفضت فرص الاستفادة من تدابير العفو التي يكفلها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، الذي أطلقه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة العام 2005، لاحتواء الأزمة الأمنية بين الإسلاميين والدولة.
ولم تسجل حصيلة بهذا التعداد منذ سنتين، ما يشكل ضربة قاصمة للتنظيم الذي يتلافى أسلوب المواجهات المباشرة، لتفادي النزيف البشري الذي تعرض له في 2015، لما سقط منه نحو 40 عنصرا في عمليتين منفصلتين بين محافظتي بومرداس والبويرة (جنوب غربي العاصمة).
وجاءت هذه العملية في أعقاب سقوط الرجل الثاني في تنظيم القاعدة بلال القبي، في منطقة القصرين التونسية، من طرف الجيش التونسي، وهو ما يقلص من نشاط التنظيم في المحيط القريب من منطقة المثلث الحدودي بين الجزائر وليبيا وتونس.
وقال بيان وزارة الدفاع “إن العملية مكنت من استرجاع خمسة مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف وبندقية بمنظار وبندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وأربعة عشر مخزنا مملوءة بالذخيرة وأربع قنابل يدوية”.
وترجح كمية الأسلحة المضبوطة فرضية تخطيط المجموعة لعملية استعراضية في المنطقة، واستمرار تداول السلاح المتطور بين العناصر الإرهابية في المناطق الصحراوية والحدودية، رغم جهود الجيش الجزائري في تجفيف منابع التموين والتمويل بالأسلحة والمؤونة.
ويربط مراقبون بين هذه العملية وتقارير استخباراتية ورسمية تتحدث عن عودة مرتقبة لنحو ستة آلاف عنصر جهادي من سوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية، قبل الاستيطان في منطقة الساحل.
ولم يستبعد هؤلاء أن تكون المجموعة المذكورة، من العناصر العائدة إلى بلدانها الأصلية، قياسا بالعدد المعتبر وبنوعية الأسلحة المسترجعة، التي ستكون محل بحث وتحقيق مدقق لرصد هوية الإرهابيين، والتطورات الميدانية للتنظيمات الجهادية.
وكانت تقارير إعلامية غربية تحدثت عن إمكانية تواجد الرجل الأول في تنظيم داعش أبوبكر البغدادي في منطقة حدودية بين الجزائر والنيجر، استنادا إلى معلومات ومعطيات أدلى بها خبراء أمنيون لصحيفة “ذو صن” البريطانية.
ويعزز هذا الخبر المخاوف الجزائرية من احتمال تحول المنطقة إلى بؤرة توتر كبيرة، وأن الأجندة التي طبقت في الشرق الأوسط (سوريا والعراق)، يجري نقلها في الساحل.
العرب اللندنية