في ختام اجتماعها في العاصمة الأميركية واشنطن اعربت مجموعة الدول العشرين عن تفاؤلها بشأن نمو الاقتصاد الدولي ،مع تحسن احتمالات النمو في الدول الغنية ، فيما ساد القلق من جهة اخرى بين المجتمعين من أن عدم قدرة اليونان على إبرام اتفاق مع الدائنين قد يقوض التعافي الأوروبي الأولي الجاري في أوروبا.
لقد جاء البيان الختامي لقمة “آفاق المدى القريب للاقتصادات المتقدمة، ليؤكد وجود تعاف عالمي أقوى ولا سيما منطقة اليورو واليابان التي شهدت تحسنا في الآونة الأخيرة في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تحقيق نمو وتعاف عالمي قوي.
البيان اشار الى ان المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي باتت أكثر توازنا منذ الاجتماع الماضي، لكن المجموعة التي تمثل نحو80 بالمئة من الناتج الاقتصادي العالمي حذرت من مخاطر.
عوامل اقتصادية وسياسية
على الرغم من نبرة التفاؤل الواضحة الا ان هذا لم يمنع وزراء المالية من التحذير من تحديات مهمة منها؛ تقلب أسعار الصرف وطول أمد التضخم المنخفض واستمرار الخلل في الموازين الداخلية والخارجية وارتفع الدين العام فضلا عن التوترات السياسية الجيوسياسية على الاقتصاد العالمي حيث تستشعر نموا عالميا “متوسطا” و”آفاقا متباينة.
ازمة اليونان
لم يتم التطرق للاوضاع في اليونان خلال المناقشات الرسمية ، لكن هذا لم يمنع من كشف بعضهم عن قلقهم حول الاوضاع فقد قال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن انه من الملاحظ أن الأجواء أكثر قتامة مما كانت عليه في الاجتماع الدولي السابق.
التفاؤل حول مستقبل الاقتصاد العالمي لم يمنع بعض وزراء الدول المشاركة ان يشددوا على ان أي زلة أو سوء تقدير من أي جانب قد تعيد الاقتصادات الأوروبية بسهولة إلى الوضع الخطير الذي شهدته قبل ثلاثة أو أربعة أعوام.
اتفاق أثينا حول الديون
على الرغم من المحاولات التي تبذلها اليونان لابرام اتفاق مع دائنيها لتخفيف شروط خطة إنقاذ اقتصادها، الا أن التقدم في المحادثات بطيء للغاية وقد تنفد السيولة اليونانية قبيل حلول أجل سداد ديون الشهر المقبل.
ان عدم التوصل إلى اتفاق بحسب ما ذكر وزير الخزانة الأميركي، جاك ليو ، من شأنه أن يوجد صعوبات فورية لليونان وضبابية بالنسبة لأوروبا خصوصا والاقتصاد العالمي شكل عام.
وقد تسببت المخاوف بشأن اليونان في هبوط الأسهم في أوروبا وفي وول ستريت.
ولخص البيان الختامي الحالة بالقول بأنه ظل أجواء تتباين فيها السياسات النقدية وتزداد تلقبات الأسواق المالية. ينبغي إعداد السياسات بعناية وإبلاغها بشكل واضح لتخفيف التأثيرات السلبية غير المباشرة لأدنى حد ممكن.
تفاؤل حذر، هذا ما بدت عليه الاوضاع خلال قمة مجموعة العشرين، فتحسن نمو الاقتصاد الدولي و احتمالات النمو في الدول الغنية اشارات ايجابية ، لكن القلق يأتي من مخاطر حدوث تقلبات مالية مع استعداد مجلس الاحتياطي الاتحادي الاميركي لزيادة أسعار الفائدة فضلا عن و التوترات السياسية.
عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية