أنقرة – رويترز: نقل الموقع الرسمي لوزارة النفط الإيرانية أمس الإثنين عن وزير النفط بيجن زنغنه قوله أنه إذا استمرت أسعار النفط الخام في الارتفاع فلن تكون هناك حاجة إلى تمديد الاتفاق المبرم بين «أوبك» والمنتجين غير الأعضاء لتعزيز الأسعار.
ونسب الموقع إلى زنغنه قوله «لن يكون هناك قرار في هذا الشأن خلال اجتماع أوبك المقبل… إذا واصلت أسعار النفط الارتفاع فلن تكون هناك حاجة لتمديد الاتفاق.»
يذكرأنه منذ بداية 2017، تواصل منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، وروسيا وغيرها من الدول غير الأعضاء في المنظمة، خفض الإنتاج بهدف التخلص من تخمة المعروض العالمي من الخام.
ويسري الاتفاق حتى نهاية 2018. ومن المقرر أن يبحث المشاركون في الاتفاق تمديده خلال اجتماع «أوبك» في فيينا في يونيو/حزيران.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتهم «أوبك» يوم الجمعة الماضي برفع أسعار النفط «على نحو مصطنع».
وقال ترامب على «تويتر» في واحدة من تغريداته «يبدو أن أوبك تعيد الكرّة من جديد. في ظل الكميات القياسية من النفط في كل مكان، بما في ذلك السفن المحملة عن آخرها في البحر، أسعار النفط مرتفعة جدا على نحو مصطنع وهذا ليس جيدا ولن يكون مقبولا».
واتهم زنغنه الرئيس الأمريكي بعدم تفضيل أسعار النفط المنخفضة. وقال «وفقا لمعلوماتنا، يفضل ترامب أسعار النفط المرتفعة لزيادة إنتاج أمريكا من النفط ودخلها من الضرائب وتوفير المزيد من الوظائف في أمريكا».
وأضاف «يتهم ترامب أوبك برفع الأسعار، في حين أن الأمر لا علاقة له بأوبك».
من جهة ثانية نقل التلفزيون الإيراني أمس عن زنغنه قوله إن صادرات بلاده من الخام والمكثفات تعافت بعد هبوطها في مارس/آذار وتبلغ حاليا 2.5 مليون برميل يوميا.
وتراجعت تحميلات مارس من إيران، ثالث أكبر منتج في «أوبك»، 26 في المئة على أساس سنوي. وتعمل إيران جاهدة على استعادة حصتها في السوق بعد رفع العقوبات الغربية بشأن برنامجها النووي في عام 2016 بموجب اتفاق نووي بين طهران وست قوى عالمية كبرى.
إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق من أن الولايات المتحدة ستنسحب منه ما لم يتم إصلاح «العيوب الكارثية» فيه.
وفي 12 مايو/أيار سيقرر ترامب ما إذا كان سيعيد فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وهو ما قد يمثل ضربة قاصمة للاتفاق.
وقال زنغنه «علينا انتظار قرار ترامب ولكن إيران ستستغل كل طاقتها وخبراتها لحماية البلاد من عواقب قرار ترامب».
وتسعى إيران حثيثا للاحتفاظ بمشتري نفطها في آسيا، آملة أن تعزز التخفيضات السعرية التي تقدمها جاذبية خامها مقارنة مع المُوَرِّدين الآخرين في الشرق الأوسط، رغم احتمال تجدد العقوبات الأمريكية على طهران.
وقال زنغنه إن إيران قد تقدم تخفيضات على مبيعاتها النفطية، في الوقت الذي تحرص فيه على حماية حصتها السوقية.
وحين سئل عن شائعات تقديم خصومات للهند على مبيعات النفط، أجاب «ستتخذ إيران كل الإجراءات اللازمة للحفاظ على حصتها في سوق النفط بسبب المناخ السياسي وقرار الرئيسي الأمريكي بشأن الاتفاق». وأضاف «لم نقدم خصما خاصا للهند، لكن من المحتمل أن نجري تعديلات في أسعارنا».
وكانت إيران ثاني أكبر مُوَرِّد نفطي للهند قبل أن تفرض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على طهران في 2012.
وتزيد طهران حصتها السوقية تدريجيا في الهند ثالث أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.
القدس العربي