استغربت قوى عراقية الإعلان عن تحالف بين تيار «سائرون» بزعامة مقتدى الصدر، وتحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري ليل الثلثاء – الأربعاء، في ما بدا تراجعاً عن خطوط حمر سبق أن وضعها الصدر على التحالف مع «الحشد الشعبي» وزعيم «دولة القانون» نوري المالكي. وفيما وصفت أحزاب كردية التحالف بـ «الخطوة الإيجابية»، اعتبر «ائتلاف الوطنية» هذا التحالف بأنه «إرادة إيرانية خارجية»، في إشارة إلى مساعي قائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري الإيراني» قاسم سليماني في بغداد لحسم الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة، ولقاءاته مع القوى الشيعية.
وجاء تحالف «سائرون – الفتح» مفاجئاً لكثيرين. فالصدر سبق أن وضع، بطرق مختلفة، خطوطاً حمراً على التحالف مع المالكي والفصائل المسلحة التي أطلق عليها «الميليشيات الوقحة»، في إشارة إلى «الحشد الشعبي». وقبيل الانتخابات، أعرب عن حزنه لتحالف رئيس الحكومة حيدر العبادي مع «الفتح»، وهو تحالف دام يوماً واحداً فقط، واتَهم العبادي في حينه بالسير في «التخندقات الطائفية». كما أن الصدر ردّد مراراً أنه يسعى إلى أن تكون الكتلة الأكبر «عابرة للطوائف»، وهو ما ترفضه إيران.
على رغم ذلك، أعلن زعيم التيار الصدري تحالفه مع «الفتح» بزعامة العامري لتشكيل الكتلة الأكبر. وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع العامري عقد في منزل الأول في النجف ليل الثلثاء – الأربعاء، إن «تحالف الفتح دخل مع سائرون في الفضاء الوطني»، وأن «التحالف الجديد يأتي مع الحفاظ على التحالف الثلاثي بين سائرون وائتلاف الوطنية وتيار الحكمة». في المقابل، أكد العامري خلال المؤتمر «عدم وجود مشكلة في شأن إعادة العد والفرز اليدوي لنتائج الانتخابات، على أن يكون بنسبة 5 أو 10 في المئة» من صناديق الاقتراع.
وذكر الناطق باسم زعيم التيار الصدري القاضي جعفر الموسوي في بيان مقتضب: «لدينا اتفاقات سابقة مع الحكمة، بزعامة عمار الحكيم، والوطنية بقيادة أياد علاوي»، مشيراً إلى أن «الأبواب مفتوحة للنصر بزعامة العبادي، والأكراد بالانضمام إلى التحالف الجديد الذي يضم سائرون والفتح».
وقال الناطق باسم «الفتح» النائب أحمد الأسدي في بيان إن «التحالف الجديد لا يستبعد أحداً، وسيكون أساساً لتشكيل حكومة خدمة وطنية»، وأضاف أن «الفتح وسائرون يدعون الكتل الفائزة إلى المشاركة في هذا التحالف وفق برنامج حكومي يُتفق عليه، ويكون مناسباً لمواجهة التحديات والأزمات والمشاكل، وتبنى على أساسه حكومة الخدمة الوطنية». وتابع أن «من لا ينسجم مع البرنامج، ومن يرى من هذه الكتل أن البرنامج الحكومي لا ينسجم مع برنامجه، بالتأكيد من حقه التوجه إلى المعارضة».
واعتبر الناطق باسم «ائتلاف الوطنية» حسين الموسوي في تصريحات أن «تحالف سائرون – الفتح… خطوة غير محسوبة من جانب الصدر أو الإخوة في سائرون، على اعتبار أن تحالفهم يسير بمنهج يختلف تماماً». وأوضح أن «التحالف الذي أُعلن لم يلغِ تحالف سائرون مع الحكمة والوطنية حتى الآن». واعتبر أن «التحالف بين سائرون والفتح لم يكن نتيجة إرادة وطنية بحتة، إنما جاء نتيجة المساعي الأخيرة خلال اليومين الماضيين التي قام بها الجنرال سليماني في بغداد، ولقائه قادة سياسيين، ورسالته إلى الصدر التي أنتجت هذا التحالف».
بشرى المظفر
الحياة اللندنية