روحاني يستعين بلغة صدّام في محاولة لتعويم نفسه داخليا

روحاني يستعين بلغة صدّام في محاولة لتعويم نفسه داخليا

لندن – اعتبرت أوساط عربية تتابع الوضع الإيراني عن كثب أن تهديدات الرئيس حسن روحاني للولايات المتحدة التي تذكّر بلغة استخدمها الرئيس العراقي السابق صدّام حسين تندرج في سياق سعيه إلى إعادة تعويم نفسه أوّلا.
وأوضحت أن روحاني يسعى عبر مزايداته على المتشددين إلى تبرير موقفه بعد خسارته الرهان على الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع مجموعة الخمسة زائدا واحدا “الولايات المتحدة مع الدول دائمة العضوية الأربع الأخرى في مجلس الأمن وألمانيا”. في شأن ملفها النووي صيف العام 2015، وحذر روحاني الولايات المتحدة من “اللعب بالنار”، مؤكدا أن النزاع مع إيران سيكون “أم المعارك”.
وقال روحاني مخاطبا الرئيس الأميركي دونالد ترامب “أنت تعلن الحرب وبعد ذلك تتحدث عن رغبتك في دعم الشعب الإيراني (…) لا يمكنك أن تحرض الشعب الإيراني على أمنه ومصالحه”.
وجدد تحذيره من أن إيران يمكن أن تغلق مضيق هرمز الاستراتيجي الذي يعتبر خط شحن حيويا لإمدادات النفط العالمية. وقال أمام حشد من الدبلوماسيين الإيرانيين مخاطبا ترامب “لقد ضمنّا دائما أمن هذا المضيق، فلا تلعب بالنار لأنك ستندم”.

واعتبرت الأوساط ذاتها أن روحاني نجح في الحصول على دعم المرشد علي خامنئي الذي أيّد مواقفه المتشددة من الولايات المتحدة التي بلغت حد التهديد بإغلاق مضيق هرمز في حال لم تتمكن إيران من تصدير نفطها. وسبق ذلك إعلان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري دعمه لمواقف روحاني من إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي.
ورأت أن كلام روحاني عن أن النزاع مع إيران سيكون “أمّ المعارك” مع أميركا، يعكس مدى حاجة الرئيس الإيراني إلى دعم داخلي من جهة وخوفه من تأثير العقوبات الجديدة التي تنوي إدارة دونالد ترامب فرضها على إيران من جهة أخرى.
وأشارت في هذا المجال إلى أن روحاني راهن مع وزير خارجيته محمد جواد ظريف على الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني الذي قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه في مايو الماضي.
وقالت هذه الأوساط إن سقوط الرهان على رفع تدريجي للعقوبات الأميركية وإعلان إدارة ترامب عن عقوبات جديدة وضعا الرئيس الإيراني في موقف لا يحسد عليه داخليا، خصوصا في ضوء الموقف التقليدي الذي اتخذه المرشد الذي حذر دائما من أي مفاوضات مع الولايات المتحدة.
وذكر دبلوماسي عربي في لندن، فضل عدم ذكر اسمه، أن المزايدات التي لجأ إليها روحاني، بما في ذلك استعانته بعبارة “أم المعارك” التي سبق لصدّام حسين استخدامها، تؤكد أن الوضع الداخلي الإيراني ليس على ما يرام.
وقال الدبلوماسي في تصريح لـ”العرب”، “إن مفعول العقوبات الأميركية بدأ يظهر قبل أن تدخل حيز التنفيذ” متسائلا عما إذا كانت هذه العقوبات جعلت الرئيس الإيراني يلجأ إلى لغة صدّام حسين قبل المباشرة في تطبيق العقوبات، فكيف عندما يحصل ذلك؟
وفي واشنطن، قال مسؤولون أميركيون مطلعون لرويترز إن إدارة ترامب أطلقت حملة من الخطب والرسائل الموجهة عبر الإنترنت بهدف إثارة الاضطرابات والضغط على طهران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها لجماعات مسلحة.
وقال مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون إن الحملة تسلط الضوء على عيوب الزعماء الإيرانيين مستخدمة أحيانا معلومات مبالغا فيها أو تتناقض مع تصريحات رسمية أخرى بما في ذلك تصريحات لإدارات سابقة.
وقال كريم سجادبور الخبير في الشأن الإيراني بمؤسسة كارنيجي إنداومنت للسلام الدولي، إن استراتيجية خنق إيران اقتصاديا وإذكاء مشاعر الاستياء العام من القيادة هدفها الوصول إلى إحدى نتيجتين.
وأضاف “النتيجة الأولى هي الاستسلام وإرغام إيران على تقليص لا برنامجها النووي فحسب بل طموحاتها الإقليمية. والنتيجة الثانية هي انهيار الجمهورية الإسلامية”.

العرب