كثيرون يراهنون على أن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزوج ابنته إيفانكا هو كاتب المقال مجهول الكاتب الذي نشرته نيويورك تايمز الأربعاء الماضي وتضمن انتقادات حادة لترامب.
هذا ما كتبه ديفد فون دريل في واشنطن بوست، مشيرا إلى أنه يتفق مع المراهنين وأنه لو كان مكان كوشنر لكتب ذلك المقال.
ويدلل الكاتب على ذلك بأسباب عدة:
السبب الأول: أنه -حسب قوله- هو أن أكثر من جاهد من أعضاء إدارة ترامب لكبح جماح الرئيس وحاول تطويق انفلاتاته وشطحاته هما كوشنر وإيفانكا إلى الحد الذي لا يمر فيه شهر خلال فترة حكمه دون تسريب قصة في هذا الشأن.
السبب الثاني: وفق دريل هو أن الفكرة الرئيسية التي حواها ذاك المقال هي أن الرئيس مجنون، وأن الحمد لله لوجود أشخاص طيبين داخل الإدارة من حوله.
السبب الثالث: أن نظرية أن كوشنر هو الفاعل تجيب عن السؤال الذي يطرحه كثيرون: لماذا لا يستقيل هذا الوطني الغيور من هذه الإدارة التي وصفها بكل الأوصاف التي ذكرها في المقال؟ وبالطبع فإن الوحيد الذي لا يستطيع أن يستقيل هو كوشنر، إذ لا يمكن أن يترك والده بالمصاهرة وحده في هذا المستنقع.
السبب الرابع: وفق هذه النظرية فإن من كتب المقال سيستفيد كثيرا عندما ينزع عنه القناع في هذه المدينة (واشنطن) التي لا تحفظ سرا، وسيكون هذا البطل ممن يستحقون التشريف وبالتالي يكون مؤهلا لبدء مرحلة جديدة لأسرة ترامب يعود فيها جاريد وإيفانكا إلى نيويورك ويستأنفان الصعود إلى قمة مجتمع مانهاتن.
لا أحد حتى رئيس موظفي البيت الأبيض يستطيع أن يلوم كوشنر وإيفانكا إذا كتبا ذاك المقال كجزء من إستراتيجية للخروج، فكثير من الموظفين والمسؤولين في ذاك البيت يبحثون عن مخرج، وها هو المحقق المستقل روبرت مولر العنيد الذي لا يصرف انتباهه عن هدفه الرئيسي أي صارف بمن في ذلك “الكلب المسعور” المحامي رودولف جيولياني الذي استأجره ترامب محاميا خاصا لينبح كل يوم في قافلة مولر لعله يعطلها أو يجعلها تتعثر أو تبطئ في تحقيق مهمتها.
وكما قال أحدهم فإن الأيام التي تعقب انتخابات الكونغرس النصفية ستكون صعبة عندما يكتشف الرئيس -عكس ما ظل يعتقد خلال الأربعين عاما الماضية- أن الشهرة يمكن أن تهوي بصاحبها إلى القاع.
المصدر : واشنطن بوست