بعد إعلان روسيا أنها ستزود النظام السوري بنظام أس 300 الصاروخي خلال أسبوعين قالت واشنطن إن هذه الخطوة ستمثل “تصعيدا خطيرا”، ورأت إسرائيل أن ذلك سيؤجج المخاطر في المنطقة.
وطالب مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في تصريحات صحفية الاثنين الجانب الروسي بإعادة النظر في المسألة، وقال إن إيران هي المسؤولة حقا عن إسقاط الطائرة الروسية في سوريا يوم 17 سبتمبر/أيلول الجاري.
وقال بولتون “نعتقد أن تزويد الحكومة السورية (بنظام) أس 300 سيكون تصعيدا خطيرا من قبل الروس، وما نتمناه هو أن يعيد الروس النظر في الأمر إذا كانت هذه التقارير الصحفية دقيقة”.
وأضاف “ينبغي ألا يكون هناك أي لبس في ذلك، الطرف المسؤول عن الهجمات في سوريا ولبنان -وهو طرف مسؤول حقا عن إسقاط الطائرة الروسية- هو إيران”.
ورأى المسؤول الأميركي أن هناك حاجة لعملية سياسية في سوريا، لكنه قال إن خطط روسيا بشأن النظام الصاروخي تجعل ذلك صعبا. وأضاف أن القوات الأميركية ستبقى في سوريا “ما دامت هناك قوات إيرانية خارج حدود إيران، ويشمل ذلك وكلاء إيران ومليشياتها”.
محادثة نتنياهو وبوتين
في السياق نفسه، قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أخبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي الاثنين بأن تزويد “أطراف غير مسؤولة” بنظم أسلحة متقدمة سيؤجج المخاطر في المنطقة.
وقال نتنياهو أيضا للرئيس الروسي إن إسرائيل ستواصل حماية أمنها ومصالحها، كما اتفق معه على مواصلة التنسيق بين القوات المسلحة الروسية والإسرائيلية، وفقا لما أعلنه المكتب.
ومن المقرر أن يجتمع الطاقم الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل قبل ظهر الثلاثاء، حيث ينوي نتنياهو إحاطة أعضائه بتطورات الوضع بعد قرار موسكو تزويد النظام السوري بمنظومة أس 300، ثم يتوجه بعد ذلك إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقد خلصت موسكو إلى تحميل إسرائيل مسؤولية إسقاط الطائرة الروسية في سوريا الأسبوع الماضي إثر غارة جوية إسرائيلية على مواقع سورية، وكانت الطائرة قد أسقطت عن طريق الخطأ بنيران الدفاعات الجوية للنظام السوري.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن “إسقاط طائرتنا أدى إلى مقتل 15 من جنودنا، وبحسب معلومات خبرائنا العسكريين، فإن السبب هو تصرف متعمد من الطيارين الإسرائيليين، وهذا الأمر لا يمكنه إلا أن يضر بعلاقاتنا” مع إسرائيل.
وأكدت موسكو أن الجيش الإسرائيلي لم يبلغها بالغارة إلا قبل دقيقة واحدة من شنها، وأن الطائرات الإسرائيلية استخدمت الطائرة الروسية “غطاء” لها لتفادي الصواريخ السورية، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن موسكو تفضلت على إسرائيل في الماضي بالامتناع عن تزويد سوريا بالنظام الصاروخي، لكن حادث الطائرة الروسية أجبر روسيا على اتخاذ “إجراءات ملائمة للرد” من أجل الحفاظ على أمن قواتها.
المصدر : الجزيرة + وكالات