واشنطن تتبنى خطة لعزل الأسد

واشنطن تتبنى خطة لعزل الأسد

نيويورك – أعلن جيم جيفري، ممثل الولايات المتحدة الخاص في سوريا، أن الولايات المتحدة ستتبنى مع حلفائها “استراتيجية عزلة” تشمل العقوبات إذا عرقل الرئيس السوري بشار الأسد العملية السياسية الرامية لإنهاء الحرب المستمرة منذ سبع سنوات.

وأضاف جيفري أن واشنطن ستعمل مع دول في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط لفرض عقوبات دولية مشددة إذا تقاعست حكومة الأسد عن التعاون بخصوص إعادة كتابة الدستور تمهيدا لإجراء انتخابات. وقال جيفري “إذا فعل النظام ذلك، نعتقد أن بوسعنا عندئذ ملاحقته بنفس الطريقة التي لاحقنا بها إيران قبل 2015، بعقوبات دولية مشددة”، مشيرا إلى عقوبات فرضت على طهران بسبب برنامجها النووي.

وأضاف “حتى إذا لم يقرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، فسنفعل ذلك من خلال الاتحاد الأوروبي، سنفعله من خلال حلفائنا الآسيويين، ثم سيكون شغلنا الشاغل جعل الحياة أسوأ ما يمكن لهذا النظام المتداعي ونجعل الروس والإيرانيين الذين أحدثوا هذه الفوضى يهربون منها”.

ويعتقد مراقبون أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحاول التأثير في مسار الحل السياسي بسوريا من بوابة العقوبات التي أثبتت جدواها في ملفات أخرى، وأنها بذلك تجبر سوريا على أن تنفرد بالحل السوري، وأن تعطي الأولوية لتنشيط العملية السياسية قبل الحديث عن إعادة الإعمار الذي يعني الاعتراف بالأمر الواقع.

وقام حلفاء الأسد، روسيا وإيران فضلا عن الصين، ببعض الاستثمارات في البلاد، لكنهم لا يستطيعون تحمل تكاليف إعادة الإعمار ويريدون تقاسم العبء مع دول أخرى. وقالت الدول الغربية إنها لن توافق على تمويل إعادة إعمار سوريا أو إسقاط العقوبات دون تسوية سياسية. وتجعل العقوبات الأميركية من الصعب بالفعل على الشركات الأجنبية العمل هناك.

وجيفري مكلف من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالإشراف على دور واشنطن في العملية السياسية في الوقت الذي يعمل فيه تحالف بقيادة الولايات المتحدة على القضاء على فلول داعش.

وتم الاتفاق على تشكيل لجنة دستورية في مؤتمر السلام السوري في منتجع سوتشي الروسي في يناير. والأمر متروك لدي ميستورا ليقرر من يختار. وقال دي ميستورا إنه سيختار نحو 50 شخصا، بينهم مؤيدون للحكومة والمعارضة ومستقلون.

ووافقت الحكومة السورية في البداية على الخطة، لكنها رفضتها في وقت لاحق. ويأتي تقديمها قائمة أسماء إلى الأمم المتحدة في أعقاب اجتماع هذا الشهر بين الأسد وداعمه الرئيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وحافظت روسيا على توازن القوى في سوريا، سواء في ساحة المعركة أو في محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة، خلال العامين الماضيين. وساعدت الأسد في استعادت مساحات شاسعة من الأراضي التي فقدها في سوريا دون إقناعه بالموافقة على أي إصلاحات سياسية.

ولم تفلح تسع جولات من المحادثات معظمها في جنيف في جمع الأطراف المتحاربة معا لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة مئات الآلاف وشرد الملايين.

وخلال اجتماع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس دعا وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر وفرنسا وألمانيا والأردن وبريطانيا والسعودية دي ميستورا إلى تشكيل اللجنة الدستورية ورفع تقرير بشأن التطورات بنهاية أكتوبر تشرين الأول.

وفي حين تم تجنب الهجوم على إدلب، ما زالت واشنطن قلقة من أن الحكومة السورية قد تستخدم الأسلحة الكيماوية.

وأمر الرئيس دونالد ترامب مرتين بضربات جوية أميركية ضد أهداف للحكومة السورية كعقاب على الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيماوية.

وقال جيفري “ليس هذا غير مطروح على الطاولة لأن النظام عالق بنصف أراضي سوريا وسكانها تحت سيطرته، والهدف السهل هو إدلب لأن المناطق الأخرى تتعامل فيها مع الولايات المتحدة مباشرة وتركيا مباشرة”.

العرب