الأعداد الهائلة تبدو مقنعة وفقا لتقرير جديد صادر عن مجلس الأمن الدولي، أكثر من 25.000 مقاتل أجنبي يشاركون في التنظيمات الجهادية، مع المزيد والمزيد من الانضمام في الأشهر الأخيرة. ويقول التقرير انهم يأتون من أكثر من 100 دولة، وهذا يعني أن نصف بلدان العالم توفر متطوعين لجماعات مثل الدولة الإسلامية والقاعدة. لذلك فالقتال المحتدم حاليا في سوريا والعراق لا يمكن تعريفه بأنها دولي، أو صراع دولي على الأقل، ومن الصعب أن تعرف ما هو.
وبحسب الصحيفة ان الخطورة من منظور دولي ليس في تكوين الجماعات التي تقاتل، ولكن المخاطر المتوقعة في حال قرر هؤلاء المقاتلين الذين يملكون عقيدة قتالية عالية في العودة إلى ديارهم. ويشير تقرير الأمم المتحدة أنها تشكل “تهديدا مباشرا وطويل الأمد”، وإعطاء مصداقية – إذا كانت هناك حاجة وجدت – للمخاوف طويلة الأمد من أجهزة الاستخبارات الغربية – بما في ذلك الاستخبارات السرية وفي مقدمتها ؛( MI5 و MI6 ) البريطانيان- لذلك فأن إعادة المقاتلين من سوريا والعراق يمكن أن تجلب عودتهم اعمال معادية ليس فقط للبلد التي يحملون جنسيتها، ولكن التدريب العسكري لتحقيق أهدافهم المعادية للغرب.
هناك ضرورة لزيادة الضغط على القادة الغربيين، بدءا من باراك أوباما، لاتخاذ إجراءات أكثر حزما ضد تنظيم الدولة (داعش) والجماعات الجهادية الأخرى، باسم كل من الأمن الوطني والدولي. سقوط مدينة الرمادي العراقية إلى بيد تنظيم(داعش) في وقت سابق من هذا الشهر، وعلم (داعش) يحلق فوق القلعة السورية في تدمر، عجلت معا موجة من الانتقادات ضد أوباما السلبية. وادعى منتقدي الولايات المتحدة أن سياستها من الغارات الجوية، في التحالف مع الدول الخليج وغيرها، قد أثبتت عدم فعاليتها. ولا يوجد بديل الان سوى ايجاد ، قوات اميركية على الارض . ليتمكن اوباما من اعادة المبادرة بعد الفشل الذريع .
في المملكة المتحدة، واجه ديفيد كاميرون نفس الانتقادات في عطلة نهاية الأسبوع، في حين قال الرئيس السابق للجيش، لورد دانات، أن الضربات الجوية وحدها لا يمكن القيام بهذه المهمة. ونفى ان يكون هناك أي نوع من “الحماس” العام ، داعيا البرلمان لمناقشة نشر 5000 جندي من قوات المشاة فى سوريا والعراق بمواجهة التنظيم.
تقريبا أكثر الانتقادات بلاغة من – أساسا، ولكن ليس على سبيل الحصر، جاءت من الرجال العسكريين السابقين – على جانبي المحيط الأطلسي، لكن دون استجابة من القادة السياسيين. حيث واصل أوباما للدفاع عن سياسته بالاكتفاء بالضربات الجوية فقط، على الرغم من انتصارات تنظيم (داعش) الأخيرة – وآخرها في مقابلة في مجلة الأطلسي، في حين خسر كاميرون أي وقت من الأوقات في عرقلة اقتراح اللورد دانات عبر سكرتير الأعمال الجديد، ساجد جاويد، الذي قال إن سوريا و كان العراق لم تكن حروب لصالح القوات البريطانية.
كل من أوباما وكاميرون على حق. ليس هناك رغبة عامة في أي من البلدين لارتباطات عسكرية جديدة في منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع. إخفاقات الماضي لا تزال ماثلة أيضا في الذاكرة العامة. أكثر لهذه النقطة، ومع ذلك، هو نجاح المرجح – أو غير ذلك – أي تصعيد العسكري الغربي. وقال وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر بعد سقوط الرمادي ان القوات العراقية لم تبد أي إرادة للقتال.
ربما كان متسرعا جدا في حكمه. لذلك فأن اي هجوم مضادا لابد ان يتوخى الحذر. ولكن إذا كان الجيش العراقي أو المتمردين المتعددين في سوريا يفتقر إلى الإرادة للفوز،لا يوجد سبب للقوات الغربية لدعمها في معركة أنها لن تكون قادرة على تحمله. لابد من استخدام مواردنا استخداما أفضل لحماية أمننا من خلال تتبع المقاتلين الذين سيعودون إلى وطنهم، لأي سبب من الأسباب.
ترجمة عامر العمران
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية