ذي غلوبالست: اغتيال خاشقجي سيجبر أميركا على تغيير سياستها بالشرق الأوسط

ذي غلوبالست: اغتيال خاشقجي سيجبر أميركا على تغيير سياستها بالشرق الأوسط

يقول الكاتب الألماني يوف بوت إن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي سيجبر الولايات المتحدة على تغيير سياستها في الشرق الأوسط لتعيد النظر في دعم الأنظمة الاستبدادية مثل إيران في عهد الشاه والمملكة السعودية.

وأوضح في مقال له بموقع “ذا غلوبالست” الأميركي أن السعودية لها تاريخ من القمع وانتهاك حقوق الإنسان أكثر استبدادا من نظام إيران في عهد الشاه الذي كانت واشنطن تدعمه بقوة رغم استبداده وانتهاكه حقوق الإنسان، وعندما أسقط الشعب الإيراني في 1979 نظام الشاه، لم تجد أميركا إلا العداء الشديد من الإيرانيين.

وأضاف أن اغتيال خاشقجي يذكّر أميركا بقوة بالمسؤول الحقيقي عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، على الرغم من مساعي إدارة الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش الابن حينها لتبرئة المملكة من هذه الجريمة.

غض الطرف
وقال بوت إن أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 زادت الطين بلة. فبدل أن تلاحق الولايات المتحدة الجناة وتعاقب الأمراء السعوديين الذين “يمولون الإرهاب”، تغاضت عن ذلك. ومن جهة أخرى، ابتدعت أميركا رواية مزيفة لـغزو العراق والإطاحة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأشار إلى أن الخطوة التي اتخذتها واشنطن أظهرت للعيان الخداع والفراغ اللذين تتسم بهما الإستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط. فقد أدى عزل صدام حسين إلى تعزيز مكانة إيران في المنطقة بطريقة غير مباشرة. ولا عجب في أن واشنطن تستخدم إيران ذريعة لكل الأفعال غير المقبولة في المنطقة حاليا.

واستمر الكاتب يقول عن السعودية بأنه منذ اعتلاء الملك المؤسس عبد العزيز بن سعود عرش المملكة قام هو ومجموعة الأمراء من حوله بالأعمال الوحشية الشنيعة.

علاقة “فاوستية”
وقال الكاتب إن جذور العلاقة المتينة بين الولايات المتحدة والسعودية تعود إلى لقاء عقد سنة 1945 بين الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت والملك السعودي الأسبق عبد العزيز آل سعود. ووصف هذه العلاقة بـ “الفاوستية”، أي مثل الصفقة مع الشيطان، قائلا إنها تستهدف بشكل رئيسي الثروات النفطية الهائلة للسعودية التي تُعتبر الأضخم في العالم.

وأضاف أنه ومع مرور الوقت، أصبحت الولايات المتحدة تعتمد اقتصاديا على المملكة العربية السعودية، حيث باعت معدات عسكرية بتريليونات الدولارات للقيادات الفاسدة في المملكة.

وأشار أيضا إلى أنه ورغم أن رد فعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على اغتيال خاشقجي كان مقلقا بشكل خاص، فإنه لم يكن أول أميركي يغض الطرف عن الانتهاكات السعودية في الداخل والخارج.

المصدر : مواقع إلكترونية