سُنّة حزب الله العقدة المستعصية في التعديل الحكومي بلبنان

سُنّة حزب الله العقدة المستعصية في التعديل الحكومي بلبنان

بيروت – استبعدت أوساط لبنانية أن يكون تفاؤل رئيس الجمهورية ميشال عون، بشأن حل التعقيدات التي تحيط بتشكيل الحكومة، نتيجة معطيات جديدة حول التسويات التي تتم من وراء الستار، مشددة على أن الأمور تراوح مكانها بسبب تعنت حزب الله وسعيه لفرض حقيبة لحلفائه ممن باتوا يعرفون بسنة حزب الله، وهو أمر يرفضه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري.

وقال الرئيس اللبناني، السبت، إنه سيتم إيجاد حل لتعقيدات تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بعد أكثر من ستة أشهر على الانتخابات البرلمانية.

وينظر إلى الخلاف بشأن تمثيل المسلمين السنة في مجلس الوزراء المكون من 30 مقعدا على أنه العقبة الأخيرة لتشكيل حكومة جديدة. ويتم تقسيم الحقائب الوزارية على أسس طائفية.

ويقول حزب الله إنه يجب تمثيل أحد حلفائه السنة في الحكومة انعكاسا للمكاسب التي حققوها في الانتخابات. لكن الأوساط السابقة تعتقد أن الحزب الشيعي يتمسك بهذه العقدة لإرجاء أي توافقات بشأن الحكومة في الوقت الحالي، وأنه كان يراهن في الماضي على أن تمثل الخلافات المسيحية-المسيحية عقدة دائمة تعيق حكومة الحريري.

وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله السبت “نحن من أول يوم عندما بدأ الحديث عن تشكيل حكومة طلبنا من الرئيس المكلف أن يكون لهؤلاء النواب السنة الستة وزير في الحكومة”.

وأكد نصرالله، في خطاب له بمناسبة يوم الشهيد، مساندته لموقف النواب الستة منذ البداية، مشيرا إلى “عدم الاهتمام بهذا الأمر من الطرف الآخر (الحريري)”، واصفا “عدم الاعتراف بتمثيل هؤلاء” بأنه “إهانة”.

وأبدى تأييده “أن ينال التيار الوطني الحرّ وفريق رئيس الجمهورية ما يتعدى الثلث المعطل لأننا حلفاء معهم ولا مشكلة لدينا معهم”.

ويرفض الحريري، وهو السياسي السني الرئيسي في لبنان ويحظى بدعم غربي رفض إعطاء مقعد من حصته الوزارية إلى أي من النواب السنة الموالين لحزب الله.

وتقول مصادر سياسية إن الحريري يعارض أيضا وجود أي منهم في الحكومة تحت أي ظرف من الظروف.

يذكر أن النواب السنة المتحالفين مع حزب الله معروفون بعلاقاتهم الوثيقة بحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

ونقل بيان صادر عن رئاسة الجمهورية عن عون قوله “لن نترك جهدا إلا وسنبذله في هذه المرحلة، من أجل حل تعقيدات تشكيل الحكومة. وهذا يتطلب شجاعة وصبرا لنصل إلى الخواتيم”.

وأضاف “وبالنتيجة فإننا سنجد الحل لأن الانتظار هو خسارة للوقت”.

وجاء في بيان صادر عن حزب الله، السبت، أن الأمين العام للجماعة حسن نصرالله التقى بصهر عون وزير الخارجية جبران باسيل لمناقشة “تشكيل الحكومة والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لحل العقد التي تعترض إنهاء عملية التشكيل”.

وكان لافتا أن باسيل، وهو في الوقت نفسه رئيس التيار الوطني الحرّ، قد قال عقب اللقاء إن حل عقدة النواب الموالين لحزب الله لا يكون إلا بالعودة إلى المعايير، في انحياز لموقف نصرالله، رغم ما قد يحمله من إرباكات جديدة تعيق تشكيل الحكومة وتضع عون في موقف حرج خارجيا خاصة.

إقرأ أيضاً:
لبنان يستطيع الانتظار أيضا

ويشير المراقبون إلى أن حزب الله يلجأ إلى التصعيد في تصريحاته مع إسرائيل للهروب من إحراجات تشكيل الحكومة وتجنب النقد الذي قد يتعرض له بسبب تعطيل جهود الحريري في إنهاء الأزمة الحكومية.

وأعلن نصرالله، السبت، أن إسرائيل لن تجرؤ على الاعتداء على لبنان بفعل المعادلة الذهبية والقدرة الصاروخية التي تمتلكها المقاومة، محذّرا من أن أي اعتداء على لبنان سيتم الردّ عليه.

وتابع “الردع موجود بفعل القدرات الصاروخية التي تمتلكها المقاومة لأنه ممنوع على الجيش اللبناني امتلاك أنواع من هذه الصواريخ”، مشيرا إلى أن “نتنياهو لا يستطيع أن يتحمل قوة المقاومة والكم من الصواريخ الموجودة في لبنان”.

وفي حين أن السياسيين غالبا ما يحذرون من خطر حدوث أزمة اقتصادية في لبنان فإن التعبير عن القلق علنيا بشأن العملة نادر. ويواجه لبنان نموا اقتصاديا راكدا وثالث أضخم دين عام إلى الناتج المحلي الإجمالي في العالم.

وكان حاكم المصرف المركزي رياض سلامة قد قال مرارا إن الليرة اللبنانية التي وصلت إلى مستواها الحالي عند 1507.5 مقابل الدولار لمدة عقدين مستقرة وغير معرضة للخطر بفضل احتياطيات المصرف المركزي من العملات الأجنبية المرتفعة.

العرب