واشنطن – يتمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعمه للسعودية في وجه حملة كبيرة تتصاعد مجددا على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، واقفا بذلك في وجه وسائل إعلام كبرى وأعضاء في الكونغرس وتركيا وقطر.
وذكّر ترامب، في مقابلة أجراها مع قناة “فوكس نيوز″ الأميركية، بأن الولايات المتحدة فرضت عقوبات مالية على مسؤولين سعوديين، وشدّد على أن السعودية حليف رائع. وقال “أريد أن أبقى مع حليف كان ممتازا في أشكال عدة”.
ورغم ضغوط يمارسها عليه خصوصا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تمسك ترامب بعلاقات استراتيجية تجمع بلاده بالسعودية المتحكمة الرئيسية في أسعار النفط العالمية، والتي تلعب دورا حاسما في محاربة الإرهاب ومواجهة إيران والحفاظ على استقرار منطقة الخليج.
وأعلن ترامب اطلاعه بشكل كامل على التسجيل الصوتي الذي يوثق جريمة قتل خاشقجي، إلا أنه لا يريد الاستماع إليه شخصيا لأن مضمونه “عنيف جدا”. وقال في مقابلة أجريت، الجمعة، مع القناة المفضلة لديه “لدينا التسجيل، لا أريد أن أستمع إليه (…) لأنه تسجيل معاناة”.
وأكد “اطلعت بشكل كامل (على التسجيل)، ليس هناك أي سبب كي أستمع إليه” مضيفا “أعرف تماما ما حصل (…) كان الأمر عنيفا جدا، وحشيا جدا وفظيعا”.
وتأتي تصريحات ترامب في وقت نشرت فيه وسائل إعلام ادعاءات تتصل بارتباط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمقتل خاشقجي. ونفى الأمير خالد بن سلمان، سفير السعودية في واشنطن، أن يكون قد قام باتصال بخاشقجي وحثه على التوجه إلى قنصلية السعودية في إسطنبول، كما قالت التقارير. كما طالب الإدارة الأميركية بالكشف عن أي معلومات بحوزتها.
وقال ترامب إن ولي العهد “قال لي إن لا علاقة له بما حدث. قالها لي ربما خمس مرات، في مناسبات مختلفة، بما في ذلك منذ أيام”.
وطالبت النيابة العامة السعودية بتوقيع عقوبة الإعدام على 5 متهمين قالت إنه كان لهم دور أساسي في الجريمة، ضمن تحقيقات موسعة شملت 21 موقوفا على ذمة القضية، انتهت بتوجيه الاتهام لـ11 منهم.
وفي منتصف نوفمبر، أعلن أردوغان أنه أطلع الرياض وواشنطن وباريس وبرلين على تسجيلات بشأن جريمة قتل خاشقجي. ويحاول أردوغان الاستثمار في ضرب مشروع السعودية التحديثي، الذي يقوده ولي العهد، كما يعمل على إحداث وقيعة بين الرياض وواشنطن في سبيل خدمة مشروعه الإقليمي.
العرب