شنت وكالة بلومبيرغ للأنباء هجوما لاذعا على وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو واصفة الخطاب الذي ألقاه في القاهرة الجمعة الماضي بأنه جاء حافلا بالتناقضات.
وفي تقرير لعضو هيئة تحرير صفحة الرأي بالوكالة الأميركية، قال بوبي غوش إن الخطاب اتسم بـ”الكذب والتفاهة، وحفل بالتناقضات”، معتبرا أنه ربما كان “أصدق تعبير” يصدر من مسؤول أميركي رفيع عن سياسة الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط.
ويرى غوش أن بومبيو بخطابه في الجامعة الأميركية بالقاهرة لم يستحوذ على القلوب ولن يُغيّر أفكار الجمهور الذي كان يصغي إليه ولا العالم العربي. كما أن غالبية العرب لن يلقوا بالا على الإطلاق لما قاله، فهم يعتبرونه على نطاق واسع لا يملك نفوذا أو تأثيرا على سياسة الإدارة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط.
وسخرت الوكالة في التقرير من الوزير عندما زعمت أن ذلك الخطاب لو جاء من الرجل المتنفذ -في إشارة إلى جاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الشرق الأوسط- لربما حظي باهتمام أكبر.
غير أن من أصغوا إلى بومبيو خلصوا إلى أن الخطاب يعكس بدقة نظرة الإدارة الأميركية إلى منطقتهم أكثر من أي كلام سمعوه من قبل.
ومضى غوش في تقريره إلى القول إن بومبيو وفر على جمهور الحاضرين عنت الاستماع إليه وهو يستدعي القيم الأميركية التي بات معظم العرب يعتبرونها ضربا من “الرياء الزائف”.
”
وفقا لوكالة بلومبيرغ، فإن انتقادات بومبيو لإيران ربما أربكت جمهور المستمعين، لأن معظم العرب -عكس قادتهم- لا يعتبرون إيران تمثل تهديدا وشيكا
”
فالوزير -بحسب بلومبيرغ- لم يُبدِ اهتماما بأكبر هواجس الشعوب العربية ممثلة في ندرة الفرص الاقتصادية، أوالحكم الرشيد، أو العدالة الاجتماعية أوفي الفساد المستشري والقمع المتفاقم.
الشيء الوحيد الذي تضمنه خطاب بومبيو في هذا الصدد، هو مناشدته “الخالية من أي مغزى” للرئيس المصري عبد الفتاح لــ “إطلاق العنان للطاقة الإبداعية لشعب مصر، وتحرير الاقتصاد من القيود، وتشجيع تبادل الأفكار بحرية وانفتاح” بحسب الكاتب.
واللافت أن كلمة “ديمقراطية” أفلتت مرة واحدة من شفاه بومبيو عندما أشار عرضا إلى العراق.
ووفقا للكاتب، فإن بومبيو أغدق ثناء مبالغا فيه على الطغاة في المنطقة، لكن أكثر من حظي بذلك المديح هو السيسي الذي وصفه بأنه شريك ثابت في الحرب على الإرهاب وتعزيز الحرية الدينية.
وادخر وزير الخارجية الأميركي انتقاداته الحادة للنظام الإيراني، معلنا أن الولايات المتحدة “ستستخدم الدبلوماسية وسنعمل مع شركائنا لطرد آخر جندي إيراني” من سوريا. وتعهد بأن تواصل إدارة ترامب القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية بشن ضربات جوية عليه.
ووفقا لوكالة بلومبيرغ، فإن تلك التصريحات ربما أربكت جمهور المستمعين ذلك أن معظم العرب -عكس قادتهم- لا يعتبرون إيران تمثل تهديدا وشيكا. ثم إنهم كانوا محقين عندما شككوا في قدرة الولايات المتحدة على استئصال شأفة تنظيم الدولة الإسلامية بغارات جوية بعدما رأوا التحالف الذي تقوده السعودية يخفق في إلحاق الهزيمة بالحوثيين في اليمن عبر حملة عسكرية اعتمدت كثيرا على القوة الجوية.
المصدر : بلومبيرغ