يبدو أنه لا يمكن حتى الآن التكهن بشكل قاطع بالطرف المنتصر في الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية، لكن بكين قادرة على التأقلم مع الظروف الطارئة أفضل من واشنطن، بحسب تقرير لموقع بيزنس إنسايدر.
ففي وقت تشير فيه التقديرات إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يكون هو المنتصر في هذه المعركة، إلا أن هذا لا يمنع من وجود فرصة أمام الصين لكسب هذه الحرب، بحسب الكاتب كالوم بوروز.
وبين الكاتب أن الاقتصاد الصيني تعرض لضربات قاسية خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تراجعت مؤشرات التصنيع للمرة الأولى منذ سنتين، وانخفضت مبيعات السيارات لأول مرة في عشرين عاما، فضلا عن تراجعات أخرى في عدة قطاعات.
الكاتب أوضح أيضا أن اقتصاد الصين سجل أسوأ معدل نمو للربع السنوي منذ بداية الأزمة المالية، وقال إن من المرجح أن يزداد الأمر سوءا.
ونقل الكاتب عن “بنك أوف أميركا ميريل لينش”، أن تداعيات الحرب التجارية أثرت أكثر على النمو الاقتصادي الصيني مقارنة بالنمو الأميركي حتى الآن.
الصين تكافح
لكن الكاتب أشار إلى أن بكين في ظل هذه الأزمة الخانقة، تعمل على استخدام جميع خيارات التحفيز الاقتصادية الممكنة، بما في ذلك تخفيض الضرائب وخفض قيمة عملتها، فضلا عن إطلاق مشاريع للسكك الحديدية الجديدة تبلغ قيمتها أكثر من 125 مليار دولار في الشهر الماضي، للتصدي للتباطؤ الذي شهده النمو الاقتصادي.
ولفت إلى أن الصين قادرة على التأقلم مع هذه الظروف الاقتصادية الطارئة أفضل من الولايات المتحدة، لأنها تعمل على تنويع صادراتها نحو أسواق تشهد نموا سريعا.
تأثير يطال أميركا
في المقابل، أكد الكاتب أن الحرب التجارية بدأت تلقي بظلالها على الولايات المتحدة، فقد كشف “بنك أوف أميركا” أن هذه الحرب باتت تؤثر سلبا على الثقة في الاقتصاد الأميركي، خاصة في ظل تلاشي المحفزات الاقتصادية مثل التخفيضات الضريبية والرفع في الإنفاق.
وقال الكاتب “لقد أدركت الشركات الأميركية آثار هذه الحرب التجارية”، وأضافت أن شركة آبل ألقت اللوم على ضعف توقعات مبيعاتها المرتقبة على تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد.
كما دقت مجموعة أخرى من الشركات الأميركية ناقوس الخطر -يتابع الكاتب- على غرار شركة الشحن ميرسك سيلاند، وفورد، وشركة كارجيل الزراعية، وجنرال موتورز؛ بسبب تراجع أرباحها، وأرجعت السبب هي الأخرى إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني أو الحرب التجارية بين البلدين.
ولفت الكاتب أيضا إلى أن الولايات المتحدة بدأت تفقد هيمنتها، حيث أفاد بنك ستاندرد تشارترد هذا الأسبوع أن من المرجح أن تفقد الولايات المتحدة مكانتها كأكبر اقتصاد في العالم بحلول السنة المقبلة.
وقال: في حال وقوع ذلك، فإن من غير المحتمل أن تستعيد صدارة الترتيب العالمي في ظل نمو الاقتصادات الآسيوية المتقدمة، في حين من المتوقع أن تصبح الصين أكبر اقتصاد في العالم خلال سنة 2020.
المصدر : مواقع إلكترونية