يبدو أن دول الاتحاد الأوروبي ليست على قلب رجل واحد فيما يخص الأزمة السياسية التي تعصف بفنزويلا منذ أسابيع، رغم أن تصريحات المسؤولين الأوروبيين قبل أيام كانت توحي بأن دول الاتحاد تتجه نحو الاعتراف بخوان غوايدو زعيم المعارضة ورئيس البرلمان رئيسا مؤقتا للبلاد.
وكان الموقف الأوروبي المتشدد تجاه الرئيس نيكولاس مادورو سبقه إعلان البرلمان الأوروبي الاعتراف بغوايدو ممثلا شرعيا للشعب الفنزويلي ورئيسا مؤقتا بالوكالة.
وقد غيّر الاتحاد الأوروبي أمس الأحد من لهجته التصعيدية ضد مادورو، بعدما كان أعلن الخميس الماضي في قمة بوخارست أن دول الاتحاد تدعم “الجمعية الوطنية الفنزويلية وزعيمها غوايدو بشكل كامل باعتبارها المؤسسة الوحيدة المنتخبة ديمقراطيا”.
اجتماع دول الاتصال
وفي الوقت الذي انتهت فيه مهلة منحتها ست دول أوروبية لمادورو بضرورة تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وإلا ستنفذ وعيدها بالاعتراف بغوايدو رئيسا، فقد استخدمت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لغة هادئة بعيدة عن خطاب الوعيد والتهديد، حيث أعلنت أن وزراء خارجية الاتحاد سيعقدون اجتماعا بالسابع من الجاري في إكوادور لإيجاد حل سلمي للأزمة الفنزويلية.
وكان وزراء الاتحاد قد اجتمعوا الأسبوع الماضي بالعاصمة الرومانية بوخارست، وأعلنوا تشكيل مجموعة اتصال دولية بشأن الأزمة تضم كلا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا وبوليفيا وإكوادور والمكسيك، بهدف إيجاد حل في غضون تسعين يوما، مع المساهمة في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
كما كانت القمة الأوروبية قد لوّحت بفرض عقوبات اقتصادية على كراكاس في حال عدم قبول مادورو بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
مواقف متعارضة
وظهرت بشكل جلي تعارض المواقف بين عدد من أهم دول الاتحاد الأوروبي بشأن طريقة التعاطي مع الأزمة. فقد أقرت الوزيرة الفرنسية للشؤون الأوروبية ناتالي لوازو أمس -بتصريح لقناة محلية- أن بلادها ستعترف بغوايدو رئيسا إذا لم يعلن مادورو تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، ووصفت دعوة مادورو لإجراء انتخابات برلمانية بالمهزلة غير المقبولة.
أما إيطاليا إحدى كبرى دول الاتحاد الأوروبي، فقد أعربت عن رفضها بشكل حازم لأي تدخل أوروبي لنزع الشرعية عن مادورو.
وكان مانليو دي ستيفانو نائب وزير الخارجية أعلن أن روما لن تعترف بغوايدو رئيسا لأنها لا تريد تكرار سيناريو ليبيا الرهيب حسب وصفه.
الموقف نفسه أكده رئيس الوزراء جوزيبي كونتي عندما عبر بشكل حاسم عدم نية بلاده الاعتراف بغوايدو رئيسا.
بدورها، عبّرت اليونان على لسان رئيس حكومتها أليكسيس تسيبراس عن رفضها للموقف الأوروبي الداعم لزعيم المعارضة، مؤكدة “دعم الشرعية وحكومة مادورو”.
أما النمسا فقد سارعت أمس -على لسان رئيس حكومتها المستشار سيبستيان كوترز- بالاتصال بغوايدو تمهيدا للاعتراف به رئيسا لفنزويلا.
وقال المستشار كورتس “أجريت للتو اتصالا بالرئيس غوايدو الذي أمنحه دعمي الكامل لاستعادة الديمقراطية في فنزويلا”.
هذه المواقف الأوروبية المتعارضة تعكس بشكل جلي حالة عدم التوافق بشأن قرار سيخرج من دول الاتحاد الأوروبي بشأن الأزمة الأيام المقبلة، خصوصا الحكومات الاشتراكية التي تربطها علاقات سياسية واقتصادية وأيديولوجية قوية بكراكاس.
المصدر : الجزيرة