يواصل ممثلون عن التحالفين السياسيين الرئيسين في بغداد، (سائرون والفتح) بزعامة مقتدى الصدر وهادي العامري، مشاوراتهما حيال ملف استكمال الحكومة العراقية التي تدخل قريباً شهرها الرابع من دون أن تحسم ملف حقائبها الأربع المتبقية، وهي الدفاع والداخلية والعدل والتربية في وقت وضع الأول شروطاً جديدة لإكمال الحقائب الوزارية.
وقال مسؤول قريب من الحوارات الجارية بين التحالفين لـ”العربي الجديد”، إنّ “الجانبين كثّفا لقاءاتهما، وهما يقتربان من حسم مرشح حقيبة الداخلية”، مبيناً أنّ “تحالف الفتح وافق على استبدال مرشحه فالح الفيّاض بمرشح آخر بشكل مبدئي رغم معارضة الفياض المرشح الحالي للوزارة والذي حرك أطرافاً لبنانية في حزب الله وكذلك إيرانية للضغط على أطراف في بغداد للإبقاء عليه كمرشح”. وأكّد المسؤول أنه “رغم ذلك فإن تحالف سائرون بزعامة مقتدى الصدر يريد أن يدرس ملفات مرشحي الفتح البدلاء للحقيبة ولا يكتفي باستبدال الفياض فقط”.
وأضاف أنّ “هذا الأمر نقطة خلاف حالية بين الطرفين إذ أنّ تحالف الفتح اعتبر أن سحب مرشحه تنازل منه لا يتطلب بعدها أن يقوم بعرض مرشحيه وأخذ موافقة ومباركة من مقتدى الصدر بشكل خاص أو تحالف سائرون على وجه العموم، ويخشى أن تؤدي هذه النقطة الى العودة لمربع البداية في حال تحول الأمر إلى عناد شخصي بين هادي العامري ومقتدى الصدر”، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن “الكتل العربية السنية لم تحسم مرشحها لغاية الآن على وزارة الدفاع كما أن الكتل الكردية مختلفة فيما بينها بشأن مرشحها لحقيبة العدل”.
ويبرر تحالف “سائرون”، شروطه الحالية لتمرير الحقائب الشاغرة بسلة واحدة بأنّها تخدم عمل البرلمان، وأن رفضهم للفياض ليس لشخصه حتى يرفض “الفتح” الآن أن يعرض بدلائل.
في هذا الصدد، قال عضو “التحالف”، ماجد الجنابي، لـ”العربي الجديد”، إنّ “تحالفنا يحاول من خلال شروطه أن يضمن فصلاً تشريعياً للبرلمان خال من الخلافات السياسية، وأن يتفرّغ البرلمان لتمرير القوانين المهمة، لا كما كان في الفصل الأول”، مبيناً أنّ “سائرون لن يتنازل عن شروطه، حتى إذا تم حسم موضوع الداخلية بشكل كامل”.
وأشار إلى أنّ “الكتل الأخرى لا يهمها عمل البرلمان بقدر ما أنّها تريد أن تحصل على حقائبها ومكاسبها السياسية، لذا فهي تضغط باتجاه تمرير الحقائب مجزوءة”، مؤكداً أنّ “عمل البرلمان أهم من أي منصب آخر، وسائرون لن يترك الخلافات تسيطر عليه”.
في المقابل، قال النائب عن تحالف “الفتح”، ثامر ذيبان، في تصريح صحافي، إنّ “لجان الفتح وسائرون ستحسم ملف الكابينة الوزارية قبل انتهاء عطلة الفصل التشريعي للبرلمان”، مبيناً “اللجان تتداول بعض الأسماء المرشحة للكابينة، فضلاً عن تفاهمات من أجل الخروج بقرار موحد لإخراج القوات الأميركية من العراق”.
وأشار إلى أنّ “اللجان تعمل أيضاً على ملف مجالس المحافظات حيث من المؤمل أن نخرج بقرار بشأن استمرار تلك المجالس من عدمه”.
وتوشك اللجان المشكلة بين “الفتح” و”سائرون”، والتي تعمل على تقريب وجهات نظر الجانبين، على الانتهاء من عملها، في وقت تجري فيه محاولات عن إمكانية عقد اجتماع بين زعيمي التحالفين (مقتدى الصدر وهادي العامري)، فيما لم تعرف بعد إمكانية ذلك من عدمه.
يشار إلى أنّ الخلاف بين “الفتح” و”سائرون” يتركز بشأن مرشح الأول لحقيبة الداخلية، الذي اصطدم برفض قاطع من قبل “سائرون”.
العربي الجديد