تطالعك أشجار الحور الباسقة وأنت تتجول في ريف منطقة جرابلس شرقي حلب (شمال سوريا) في مشهد جميل يخطف الألباب لكنه يختزل وراءه معاناة مئات من الأسر التي تعتمد على زراعة هذه الأشجار من أجل كسب لقمة العيش.
وتشتهر مناطق ريف حلب منذ القديم بزراعة الحور على ضفاف نهر الفرات، ويقول السكان المحليون إن هذه الزراعة انطلقت من هذه المناطق لتنتقل إلى أوروبا.
ويعتبر الحور من الزراعات الهامة في المناطق التي يمر منها نهر الفرات لأن هذه الأشجار تنمو بسرعة، وتقاوم الكثير من الأمراض وتغطي حاجيات البلاد من الخشب.
لا تصدير
ويشتكي مزارعو شجر الحور من خسائر مادية كبيرة هذا العام. ويقول أحمد أبو لؤي أحد المزارعين بحديثه للجزيرة نت إن زراعته تكبدت خسائر كبيرة بسبب عدم وجود سوق للتصدير وانتشار الديدان نتيجة قلة المبيدات الحشرية.
وأوضح أن سعر الشجرة الواحدة كان في السابق يبلغ ثلاثة آلاف ليرة (5.8 دولارات) وانخفض خلال هذا العام لما يقارب ألف ليرة، وهو سعر لا يغطي تكاليف الإنتاج.
سعر الشجرة الواحدة من الحور تراجع بشكل كبير لأقل من دولارين (الجزيرة)
وتستخدم جذوع الأشجار كمدود لأسقف المنازل في الريف أو دعامات لأعمال الإسمنت المسلح، كما يمكن استخدامها عندما تبلغ أحجاما كبيرة في صناعة علب وأعواد الثقاب.
كما يمكن استخدام رؤوس الأشجار في صناعة عجينة الورق والخشب المضغوط للأسقف في البيوت الطينية، وفقا لما أوضحه أبو لؤي.
ويؤكد المهندس الزراعي محمد الحسين للجزيرة نت أن نسبة الاعتماد على زراعة شجر الحور في ريف جرابلس شرقي حلب تصل إلى 60%، بسبب طبيعة الأرض وقربها من نهر الفرات.
وتعد منطقة الحاوي وقرية الجامل الأكثر شهرة في زراعة الحور، كما تشتهر مدينة مسكنة الخاضعة لسيطرة قوات “سوريا الديمقراطية” بزراعته.
ويضيف الحسين أن شجر الحور تتميز بنموها السريع على عكس الأشجار الأخرى، بالإضافة إلى تكيفها مع جو المدن الملوث.
ومني قطاع الحور هذا العام بخسائر مادية كبيرة لعدم وجود سوق لتصريف هذه السلعة، حيث تتكدس ما يقارب 150 ألف شجرة في منطقة الحاوي بريف جرابلس شرقي حلب، مزروعة في مساحة عشرين هكتارا تتلاصق بمسافة متر واحد بين كل شجرة وأخرى.
المصدر : الجزيرة