جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم أنقرة على إقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا، سواء لمست تعاونا من حلفائها أم لا، كما حذر وزير الدفاع التركي خلوصي آكار بعد محادثاته في واشنطن من أي فراغ في السلطة بالمناطق التي ستنسحب منها القوات الأميركية في سوريا، لكن واشنطن أعلنت أنها ستبقي عددا من جنودها شمال شرقي سوريا “كجزء من قوة دولية ” لإقامة منطقة آمنة هناك.
جاءت تصريحات أردوغان أثناء كلمة أمام حشد جماهيري بولاية قهرمان مرعش (جنوبي تركيا) اليوم السبت، في إطار استعدادات حزب العدالة والتنمية للانتخابات المحلية المرتقبة نهاية مارس/آذار المقبل.
وشدد أردوغان على أن أنقرة مصممة على إقامة المنطقة الآمنة بإمكاناتها الخاصة “مهما كانت الأحوال والظروف”. وأضاف أن هذه المنطقة المزمع إقامتها في سوريا مهمة جدا “لتسريع عودة السوريين إلى ديارهم”.
وأوضح أن المناطق الوحيدة التي عاد إليها اللاجئون السوريون هي تلك التي جعلتها تركيا مناطق آمنة، مثل عفرين وجرابلس وإدلب. وأشار أردوغان إلى أن تلك المناطق الآمنة رجع إليها 311 ألفا من السوريين.
ولفت إلى أن نصف مليون سوري على الأقل ينتظرون أن تحقق تركيا الأمن في منطقة منبج من أجل العودة إليها.
ودعا الرئيس التركي إلى جعل إدلب آمنة تماما، مشيرا إلى مباحثات مع روسيا وإيران بهذا الشأن، وقال “لقد قطعنا شوطا مهما”.
وفي السياق نفسه، نقلت وكالة أنباء الأناضول عن الوزير التركي بعد مباحثاته في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قوله إن المسؤولين الأميركيين “وافقوا على منع أي تأخير في خارطة طريق منبج، واستكمالها في أقرب وقت”.
وبحث أكار مع باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي التعاون الثنائي في المجال الدفاعي وقضايا متعلقة بالملف السوري.
وذكر بيان لوزارة الدفاع التركية السبت أن اجتماعا ثنائيا، وآخر على مستوى الوفود، انعقدا في مقر وزارة الدفاع الأميركية بحضور رئيسي هيئتي الأركان في البلدين.
وبحسب البيان، فإن أكار تطرق لأهمية التعاون من أجل تحقيق الوحدة السياسية ووحدة التراب في سوريا، وأكد عزم تركيا على مكافحة كل التنظيمات الإرهابية، بما فيها حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية و جماعة الخدمة التي يتزعمها فتح الله غولن.
وأوضح البيان أن أكار وشانهان تناولا التعاون الثنائي في المجال الدفاعي والعمليات الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ومخاوف تركيا إزاء الدعم الأميركي للوحدات المقاتلة الكردية في سوريا.
ووفقا للبيان، جدد الوزيران تأكيدهما أهمية الشراكة الإستراتيجية العريقة بين بلديهما، وتعاونهما في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بما في ذلك أفغانستان وكوسوفو والعراق والأنشطة البحرية للحلف.
المنطقة الآمنة
وفي وقت لاحق اليوم، أعلنت واشنطن أنها ستبقي بضع مئات من جنودها شمال شرقي سوريا، كجزء من قوة دولية لإقامة منطقة آمنة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الرائد شون روبرتسون إن القوات الأميركية الموجودة في منطقة التنف (جنوبي سوريا) ستواصل البقاء هناك.
وأوضح أن قوة المراقبة متعددة الجنسيات ستضمن إرساء الاستقرار في المنطقة الآمنة مع القوات الأميركية، وتمنع عودة تنظيم الدولة، وستتشكل بالدرجة الأولى من حلفاء الناتو.
وتجنب روبرتسون الإفصاح عن هوية الدول التي ستشارك في تلك القوة، التي ستتولى حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة الآمنة المزمع إقامتها شمال شرقي سوريا، على امتداد الحدود مع تركيا.
وحول توصيف المنطقة، أكد أنها “منطقة آمنة”، وبالنسبة إن كانت القوات الأميركية ستسير دوريات في المنطقة الآمنة، أجاب المتحدث: نعم.
لكنه تهرب من الإجابة عن أسئلة مثل إذا كانت القوات الأميركية ستنسحب من منبج أم لا، ومسألة نقاط المراقبة على الحدود مع تركيا.
وأصدر ترامب قرارا في ديسمبر/كانون الأول الماضي قرارا بسحب كل القوات الأميركية في سوريا، وقوامها ألفا فرد، بعدما قال إنهم هزموا تنظيم الدولة هناك. وأثار القرار المفاجئ غضب حلفاء ومشرعين أميركيين.
لكن مسؤولا في الإدارة قال إن ترامب اقتنع الخميس بانضمام نحو مئتي جندي أميركي إلى التزام بالإبقاء على ما يُتوقع أن يتراوح بين ثمانمئة و1500 جندي في المجمل من دول أوروبية حليفة لإقامة “منطقة آمنة” شمال شرقي سوريا ومراقبتها.
الجزيرة