بغداد- قررت محكمة تحقيق الموصل، توقيف تسعة من العمال المسؤولين عن العبارة التي غرقت الخميس في الموصل، وأصدرت مذكرة قبض بحق مالك العبارة ومالك الجزيرة.
وأورد بيان لمجلس القضاء الأعلى أن المحكمة “أوعزت لجهات التحقيق بسرعة تنفيذها”.
وكان رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق زيدان أوعز للمحاكم المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتسببين بغرق العبّارة.
وأوضحت التحقيقات الأولية أن الطاقة الاستيعابية للعبارة أقل من العدد الموجود على متنها وأن الخلل واضح
وأعلنت وزارة الداخلية العراقية الجمعة ارتفاع عدد القتلى الى مئة شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. وكانت حصيلة سابقة أعلنت عن مقتل 94 شخصا جراء الحادث المأساوي.
وجاء في بيان للوزارة ان “عدد ضحايا غرق العبارة في الموصل، ارتفع الى 100 مواطن أغلبهم نساء وأطفال”.
حداد وطني
وتعيش الموصل التي استعادتها القوات العراقية في يوليو 2017، من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في معارك خلفت دمارا كبيرا في المدينة، وسط حزن عميق جراء هذه الكارثة.
وشاركت فرق الدفاع المدني والقوات الامنية فضلا عن متطوعين في انتشال جثث الضحايا الذين كانوا في طريقهم الى مدينة سياحية واقعة في غابات الموصل للمشاركة في احتفالات عيد النوروز.
واعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي الحداد الوطني لثلاثة ايام وتفقد مكان الحادث وزار المشرحة التي نقلت اليها الجثث، وأمر بفتح تحقيقٍ فوري وتسليمه النتائج خلال 24 ساعة.
من جانبها، وصفت بعثة الامم المتحدة في العراق الحادث بـ”مأساة رهيبة”، علما بأن آخر حادث غرق يعود الى مارس 2013 حين غرقت عبارة مطعم في نهر دجلة في بغداد ما اسفر عن خمسة قتلى.
ونشر ناشطون صورا ومشاهد للمأساة على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الضحايا يدفعهم تيار نهر دجلة بسرعة فائقة، وصورا اخرى لأطفال انتشلت جثثهم من النهر.
وأظهرت الصور عددا من المتطوعين وهم يحاولون انقاذ بعض الضحايا وبينهم عدد كبير من الاطفال والنساء. ويعتبر هذا الحادث الأكثر مأساوية في العراق منذ سنوات طويلة.
كما أعلن عضو المجلس، غزوان الداوودي أنه سيتم عقد جلسة طارئة لمجلس محافظة نينوى خلال الجمعة، وسيتم استضافة المعنيين بالحادث، وفي مقدمتهم المستثمر في مدينة الجزيرة السياحية في الموصل، التي وقع الحادث عندها”.
من جانبها، أفادت دائرة الطبي العدلي في محافظة نينوى بأنها استلمت 100 جثة من ضحايا العبارة. وأضافت في بيان مقتضب، أن “حصيلة ضحايا غرق العبارة تقد ترتفع في الساعات المقبلة”.
ولم تتحدد بعد الأسباب الدقيقة لغرق العبارة، غير أن مصدرا بالشرطة النهرية، قال إن العبارة كانت تحمل أكثر من 170 شخصا، وهو فوق طاقتها، ما تسبب بجنوحها وغرقها.
وعند الطبابة العدلية وسط المدينة تجمع عشرات الاشخاص من نساء ورجال، الخميس، للبحث عن ذويهم، فيما قامت دائرة الصحة بتعليق صور الضحايا على جدران المبنى لاتاحة الفرصة لذوي الضحايا للتعرف عليهم.
وخيم الحزن على الجميع بانتظار معرفة مصير المفقودين من ذويهم. وقال أحمد ، عامل بأجر يومي، وهو يجلس على الارض مع اخرين، بحزن “خمسة من عائلتي ما زالوا مفقودين ، كانوا في العبارة في طريقهم الى المدينة السياحية.
وحمل هذا الشاب “المسؤولين عن الجزيرة السياحية مسؤولية غرق العبارة”. واكد مصدر أمني إن “العبارة كانت تنقل حمولة أكثر من طاقتها”، حيث تبلغ طاقتها نحو مئة شخص فيما كانت تقل نحو 200.
وكان الضحايا في طريقهم لعبور نهر دجلة للتوجه الى المدينة السياحية الواقعة في غابات الموصل، احد المتنزهات للمشاركة في احتفالات عيد نوروز، أو رأس السنة الكردية وهو يوم إجازة رسمية في العراق.
وانتشر عناصر الامن على امتداد مجرى النهر، الذي تواجد على ضفتيه نساء واطفال ، البعض منهم تم نقله بسرعة.
وشملت عمليات البحث عدة كيلومترات في مجرى النهر في محاولة لانقاذ آخرين جرفتهم المياه، وقامت قوات الامن بقطع الطرق المؤدي الى مجرى النهر بهدف السيطرة على الاوضاع هناك.
وقال احد الناجين ان “الحادث كارثة لم نكن نتوقع حدوثها”. وتابع ان “العبارة كانت تحمل عددا يتجاوز طاقتها، أغلبهم نساء واطفال”. وياتي الحادث بعد يوم واحد من تنبيه وزارة الموارد المائية للمواطنين الى ضرورة الانتباه إثر فتح بوابات سد الموصل (شمال المدينة) بسبب زيادة الخزين.
العرب