قال تجار ورجل أعمال إن الجنيه السوداني شهد صعودا حادا في السوق السوداء اليوم الخميس، مع هبوط في الواردات وسط الاضطرابات السياسية التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير الأسبوع الماضي.
وارتفع الجنيه إلى 53 مقابل الدولار في السوق السوداء، من 74 جنيها قبل وقت قصير من قيام الجيش بعزل واحتجاز البشير الذي حكم السودان على مدى ثلاثين عاما، قبل أن تندلع الاحتجاجات على تدهور الأوضاع في البلاد.
وقال رجل أعمال “يرجع تراجع الدولار إلى أن مجيء الحكومة الجديدة أحدث نوعا من الارتباك في المجال التجاري، ونحن بانتظار معرفة السياسة الاقتصادية الجديدة للحكومة حتى نزاول نشاطنا وعمليات الاستيراد مرة أخرى”.
وأفاد ثلاثة تجار في وسط الخرطوم بأن سعر الصرف الرسمي للعملة تم تحديده عند 47.5 جنيها مقابل الدولار منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين بلغ سعره في السوق السوداء 65 جنيها يوم الثلاثاء الماضي.
كما يأتي ارتفاع الجنيه في أعقاب تحركات من المجلس العسكري الانتقالي الحاكم لكبح فساد ممنهج وسوء الإدارة المالية، بحسب ما قالته وسائل إعلام حكومية.
وقالت وكالة السودان للأنباء الرسمية (سونا) إنه في خطوة أولية، أمر المجلس العسكري الانتقالي البنك المركزي بمراجعة التحويلات المالية اعتبارا من الأول من أبريل/نيسان الحالي، والتحفظ على الأموال “المشتبه فيها”.
كما أمر بتعليق التحويلات المتعلقة بملكية الأسهم حتى إشعار آخر، وإبلاغ سلطات الدولة بأي تحويلات كبيرة أو مشتبه فيها لأسهم أو شركات.
وفي خطوة إضافية، أصدر المجلس العسكري قرارا بأن تكشف جميع الهيئات الحكومية عن حيازاتها المالية خلال 72 ساعة، محذرا من أن المسؤولين الذين لن ينصاعوا للقرار سيعرضون أنفسهم للغرامة والسجن لفترة تصل إلى عشر سنوات، بحسب سونا.
ويوسّع السودان المعروض النقدي لتمويل عجز في الميزانية، وهو ما تسبب في قفزة للتضخم، بينما هبط الجنيه أمام العملات الأخرى.
ويعزو المحتجون الأزمة إلى سنوات من سوء الإدارة تحت حكم البشير، والعقوبات الأميركية.
المصدر : رويترز