بعد يوم من إعلان زعيم المعارضة بدء عمليات الإطاحة بالرئيس الفنزويلي، تزدحم العاصمة كراكاس بالاحتجاجات وتختنق بالغازات، في حين دخلت أربع دول مؤثرة على خط الأزمة.
وقد أعلن الرئيس نيكولاس مادورو إفشال محاولة انقلابية “نفذتها مجموعة صغيرة” من العسكر المؤيدين لخصمه زعيم المعارضة خوان غوايدو، متوعدا المتورطين في هذه “المحاولة الانقلابية” بملاحقات جزائية.
وفي خطاب بث عبر التلفزيون والراديو هنأ مادورو القوات المسلحة على “إفشالها المجموعة الصغيرة التي كانت تعتزم إشاعة العنف من خلال هذه المناوشات الانقلابية”.
وأضاف في الخطاب الذي ألقاه من القصر الرئاسي أن ما جرى “لن يظل من دون عقاب، ولقد تحدثت مع النائب العام، لقد عينت ثلاثة مدعين عامين، وهم بصدد استجواب كل الأشخاص الضالعين”.
وأكد أن “المدعين العامين سيطلقون ملاحقات جزائية بالجرائم الخطيرة التي ارتكبت ضد الدستور ودولة القانون والحق في السلام”.
وأثناء حديثه -الذي استمر زهاء ساعة- كان مادورو محاطا بوزير الدفاع فلاديمير بادرينو وعدد من القادة العسكريين.
أنصار المعارضة نزلوا للشارع أمس الثلاثاء تأييدا للمحاولة الانقلابية ضد مادورو (غيتي)
الأطراف الخارجية
وقد دخلت على خط الأزمة في فنزويلا كل من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وكوبا.
ويحظى زعيم المعارضة غوايدو بدعم قوي من الولايات المتحدة ومعظم الدول الغربية.
ويصر مسؤولون أميركيون على أن مادورو لم يعد يحظى بدعم القوات المسلحة، وأنه يجب أن يرحل فورا عن السلطة.
وقد هدد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بالتدخل عسكريا، معتبرا أنه لا مجال لبقاء مادورو، وقال ” إن كل الخيارات مطروحة في التعامل مع الأزمة الفنزويلية، بما فيها الخيار العسكري، موضحا أن الجيش الأميركي قادر على تلبية رغبة الرئيس في حال اختياره الخيار العسكري للتعامل مع فنزويلا.
وقال بومبيو إن الزعيم الاشتراكي كان على وشك الفرار من بلده للعيش منفيا في كوبا لو لم تثنه روسيا عن ذلك.
واتهمت واشنطن كوبا بتنفيذ عملية عسكرية في فنزويلا أمس الثلاثاء، مما أدى لترجيح كفة مادورو.
وفي الجانب الثاني، تقف إلى جانب مادورو روسيا والصين وكوبا وتركيا، وترفض هذه الدول تغيير النظام القائم في فنزويلا.
وأمس الثلاثاء، أبدت روسيا وتركيا وكوبا مواقف قوية ضد محاولة قلب النظام في فنزويلا.
وقال الرئيس التركي إنه يرفض تعيين حاكم استعماري على فنزويلا، مؤكدا أنه “يتعين على العالم أجمع احترام الخيار الديمقراطي للشعب في فنزويلا”.
أنصار مادورو احتشدوا في شوارع كركاس للتأكيد على وقوفهم إلى جانبه (الأناضول)
شكرا أردوغان
وقد وجه وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أرياسا خطاب شكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان “على الدعم الحازم والصريح الذي أظهره ضد المحاولة الانقلابية”.
وحتى مساء أمس لم تقر المعارضة بفشل المحاولة الانقلابية، ودعا غوايدو لتنظيم مسيرة اليوم الأربعاء ضد مادورو “ستكون الأكبر في تاريخ البلاد”.
وقال في رسالة مصورة نشرت في حساباته على مواقع التواصل “نعرف أن مادورو لا يحظى بدعم أو احترام القوات المسلحة، رأينا الاحتجاج يسفر عن نتائج، علينا مواصلة الضغط”.
وسيكون الإقبال على المشاركة في الاحتجاج بمثابة اختبار مهم لغوايدو بعد تنامي مشاعر الإحباط لدى المحتجين نتيجة بقاء مادورو في السلطة بعد أكثر من ثلاثة أشهر من إعلان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
كذلك، دعا مادورو أنصاره إلى تنظيم مسيرة اليوم لتأكيد أنه لا يزال يحظى بدعم الشارع الفنزويلي.
وتشير التقارير إلى أن بعض قادة المعارضة لجؤوا إلى سفارات أجنبية في مؤشر واضح على فشل الانقلاب.
المصدر : الجزيرة + وكالات