بي-52 تضع قطر في مواجهة الغضب الإيراني

بي-52 تضع قطر في مواجهة الغضب الإيراني

الدوحة – يهدّد قرار الولايات المتحدة بإرسال قاذفات بي-52 للتمركز في قاعدة العديد، استعدادا لتوجيه ضربات إلى إيران في حال استهدفت أهدافا أميركية في المنطقة، بتفجير العلاقات القطرية الإيرانية ووضع الدوحة في مواجهة مع طهران وعرضة لهجمات انتقامية من الحرس الثوري.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قاذفات من طراز بي-52 ستراتوفورتريس وصلت إلى قاعدة العديد في قطر حيث تم إرسالها إلى الشرق الأوسط في إطار ما تصفه واشنطن بـ”تهديدات من إيران”.

وظهرت طائرتان في صورة التقطها أحد أفراد القوات الجوية الأميركية في قاعدة العديد ونشرها على موقع القيادة المركزية على الإنترنت.

وورد في التعليق المصاحب للصورة “وصول بي-52. طائرات بي-52 ستراتوفورتريس المكلفة في السرب العشرين للقاذفات متوقفة عند المهبط في 8 مايو 2019″.

وتضع الخطوة الأميركية قطر أمام امتحان كبير، ماذا ستفعل لو حدث هجوم أميركي على إيران سواء كان بضربات محدودة أو بمواجهة شاملة، وهو ما سيؤدي إلى افتضاح “الحياد” القطري في الخلافات بين واشنطن وطهران.

وسعى المسؤولون القطريون إلى الإيحاء في أكثر من موقف بأنهم أقرب إلى مواقف إيران، وأنهم يتفهمون موقفها في مسألة العقوبات، حتى أن وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف استغل وجوده في مؤتمر منذ أيام بالدوحة ليطلق تصريحات قوية ضد الولايات المتحدة في تعليقه على اعتزام واشنطن تصنيف الإخوان على لوائح الإرهاب.

وقال ظريف في تصريحات صحافية على هامش انعقاد منتدى “حوار التعاون الآسيوي” في الدوحة إن “الولايات المتحدة تدعم أكبر مصدر للإرهاب في منطقتنا وهو إسرائيل”، معتبرا أن واشنطن “ليست في موقع يسمح لها بمحاولة وضع آخرين في خانة الإرهاب”، في إشارة إلى تصنيف الإخوان على القوائم الأميركية ومن قبلهم الحرس الثوري.

وتبطن تصريحات ظريف وجود حلف للمغضوب عليهم من واشنطن، وأن قطر جزء من هذا الحلف كونها تسمح لمسؤول إيراني كبير بمهاجمة الولايات المتحدة، وبحضور وزيرها للخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وفي ملف حساس لدى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو ملف العقوبات التي تتسع لتشمل الإخوان المسلمين حلفاء الدوحة، الذين تراهن عليهم للعب أدوار في خدمة أجندتها في المنطقة.

وتساءل متابعون للشأن الخليجي كيف تستطيع قطر أن تستضيف وزير خارجية إيران وتعارض محاولات استهدافها من الولايات المتحدة، وفي نفس الوقت تقبل أن يكون الحشد العسكري الأميركي على أراضيها، لافتين إلى أن هذه الوضعية المعقدة تمثل فرصة لفضح تناقضات قطر التي دأبت على إظهار عكس سلوكها في ملفات مختلفة بينها الزعم بالاشتراك في الحرب على الإرهاب فيما هي تدعم وتموّل أنشطة كيانات مصنفة إرهابية وتسهل تحركات أشخاص مطلوبين للقضاء في بلدانهم.

وأشار هؤلاء إلى أن وفرة وسائل الإعلام وكذلك الدور القوي لوسائل التواصل الاجتماعي لم يعودا يسمحان لقطر بأن تقدم على إطلاق مواقف في العلن وتنفذ عكسها سرا. ففي تسعينات القرن الماضي، وكذلك في 2003 كانت قطر تظهر من خلال تغطيات قناة الجزيرة أنها مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين فيما كانت قيادة ضرب العراق تتمركز في قاعدة السيلية والطائرات تنطلق من العديد.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الخميس، وصول 4 قاذفات استراتيجية من طراز بي. 52. إتش إلى الشرق الأوسط بعد ورود “مؤشرات على وجود خطر حقيقي من قبل قوات النظام الإيراني”.

ونشرت القيادة الوسطى الأميركية صورا للقاذفات التابعة للسرب 20 في سلاح الجو الأميركي بعد وصولها إلى قاعدة العديد الجوية في قطر.

وأضاف البنتاغون، في بيان له، أن القوات الأميركية الإضافية هدفها دعم مهمة القيادة الوسطى الأميركية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، بحسب قناة “الحرة” الأميركية.

وانتقدت إيران الانتشار الأميركي الجديد ووصفته بأنه نبأ قديم أعلن الآن لترهيبها عبر “حرب نفسية” في وقت تشدد خلاله واشنطن على أن قوائم العقوبات الاقتصادية على طهران لا تزال مفتوحة لتشمل قطاعات جديدة.

ويعتقد مراقبون سياسيون خليجيون أن إيران لن تفوت لقطر هذا التلوّن في المواقف، خاصة أن الدوحة تراهن على دور إيراني في فك أزمتها الخانقة في مجالات عدة، خاصة ما تعلق بالتموين في ظل استمرار المقاطعة ورفض قطر أي معالجة عملية تؤدي إلى وقف دعمها للجماعات المصنفة إرهابية، وتحميل المواطن القطري نتائج ذلك التعنت.

وشددت واشنطن العقوبات المفروضة على إيران في الشهر الجاري وألغت إعفاءات كانت تسمح لبعض الدول بشراء النفط الإيراني بهدف وقف صادرات طهران النفطية تماما.

العرب