دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كافة دول العالم إلى التعاطي بمزيد من الحساسية والاهتمام مع قضية فلسطين والقدس، في حين اتهم أحد مهندسي الخطة الأميركية للسلام القيادة الفلسطينية بالسعي لوأد الخطة التي يرعاها الرئيس دونالد ترامب قبل الكشف عنها.
وقال أردوغان -في كلمة ألقاها أمس الجمعة خلال مأدبة إفطار مع السفراء الأجانب المعتمدين لدى أنقرة- إن دولا أقدمت خلال العامين الأخيرين على عدة خطوات بشأن القدس تتعارض مع القانون الدولي وتتجاهل مكانتها المقدسة.
وشدد أردوغان على معارضة تركيا لكافة المبادرات التي من شأنها إلحاق الضرر بمبدأ حل الدولتين.
ولفت إلى أن تركيا أعربت عن موقفها من القضية الفلسطينية للعالم بأسره، من خلال استضافتها قمتين طارئتين لمنظمة التعاون الإسلامي أثناء توليها للرئاسة الدورية للمنظمة.
وفي الأثناء، اتهم جيسون غرينبلات مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط أعضاء القيادة الفلسطينية بالسعي لوأد خطة السلام الأميركية قبل الكشف عنها.
وحث غرينبلات المسؤولين الفلسطينيين على الانتظار حتى يروا تفاصيل الخطة قائلا إن من الخطأ إعلان “وفاتها فور وصولها”.
وفي مقابلة مع رويترز، رفض غرينبلات، أحد مهندسي الخطة التي يصفها ترامب بأنها “صفقة القرن”، استنكار مسؤولين فلسطينيين لمقترحات السلام المنتظرة التي يرون أنها ستكون منحازة بشدة لإسرائيل وأنها ستوجه ضربة لهدف إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف لرويترز “أي طرف يقول إنها (الخطة) ولدت ميتة ولا يمنحها الكثير من الاهتمام والعمل الشاق فستكون فرصة كبيرة ضائعة”.
ورغم تأكيد واضعي الخطة على أن تفاصيلها غير معروفة سوى لعدد محدود من الأفراد، فإن مساعدي ترامب قالوا إنها ستعالج قضايا سياسية رئيسية في الصراع الطويل مثل وضع القدس، كما ستعرض سبلا لإنعاش الاقتصاد الفلسطيني المتعثر.
ويرأس غرينبلات وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي فريقا يجهز لطرح الخطة التي طال انتظارها والمتوقعة في يونيو/حزيران. وينوي الاثنان المضي قدما في الخطة رغم وجود شكوك عميقة لدى خبراء بشأن نجاحها بعد فشل جهود دعمتها واشنطن على مدى عشرات السنين.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي أمام اجتماع في الأمم المتحدة حضره غرينبلات الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة تصوغ على ما يبدو خطة لاستسلام الفلسطينيين لإسرائيل وليس اتفاقا للسلام، مشيرا إلى أنه لا يوجد أي قدر من المال يمكن أن يجعل ذلك مقبولا.
بدوره، قال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس لرويترز “الذي أفشل خطة ترامب هو الذي أخرج القدس من المعادلة. عليهم العودة إلى قرارات الشرعية الدولية وإلى كل ما تم التفاوض عليه مع الإدارات الأميركية السابقة”.
وأضاف “نحن ملتزمون بتحقيق سلام عادل ودائم على أساس دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
ونقلت رويترز عن بعض المسؤولين الأميركيين قولهم بصورة غير رسمية إن اشتراك دول الخليج بقيادة السعودية مع إسرائيل في معاداة إيران يمكن أن يمنح ترامب القدرة على تأمين دعم عربي موسع للخطة.
غرينبلات (يسار) اتهم أعضاء بالقيادة الفلسطينية بسعيهم لوأد خطة السلام الأميركية قبل الكشف عنها (رويترز-أرشيف)
الخطة المحتملة
وكانت صحيفة “إسرائيل اليوم” نشرت ما قالت إنه نص وثيقة متداولة في وزارة الخارجية الإسرائيلية بشأن عناصر خطة السلام الأميركية المعروفة إعلاميا بـ “صفقة القرن”.
ووفق الصحيفة، فإنه سيجري توقيع اتفاقية ثلاثية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية (فتح) وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وستنشأ دولة فلسطينية تسمى فلسطين الجديدة في الضفة الغربية وغزة، باستثناء المستوطنات الإسرائيلية المقامة بالضفة.
وستبقى الكتل الاستيطانية بالضفة الغربية كما هي اليوم في أيدي إسرائيل، وستنضم إليها مستوطنات معزولة، وسوف تتوسع مناطق الكتل لتصل إلى المستوطنات المعزولة التي ستضاف إليها.
أما القدس، فلن تقسم وستكون عاصمة إسرائيل وفلسطين الجديدة، وسيكون السكان العرب هم مواطني فلسطين الجديدة.
وستوفر الدول الداعمة (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج) ميزانية قدرها 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات للمشاريع الوطنية في فلسطين الجديدة، تدفع أميركا منها 20% والاتحاد الأوروبي 10%، في حين تدفع دول الخليج الباقي.
الجزيرة