لاتزال تفاصيل هروب الشقيق الأصغر للرئيس المخلوع عمر حسن البشير، من السودان إلى تركيا مثار جدل في الأوساط السياسية في السودان وفي وسائل التواصل الاجتماعي.
وتعود التفاصيل إلى أن صحيفة “الصيحة” السودانية بجانب صحيفة أخرى ،كانت قد نشرت خبرا يفيد بأن العباس شقيق البشير، “استغل حافلة سفرية في اليوم التالي لسقوط النظام السابق في طريقه إلى القضارف في شرق السودان ، ومنها إلى منطقة الحمرة الحدودية مع إثيوبيا، وتجاوز كل نقاط التفتيش والتدقيق على طول الطريق دون أن يتعرّف عليه أحدٌ”.
الصحيفة التي كانت تعود ملكيتها قبل أسابيع مضت إلى الطيب مصطفى وهو خال الرئيس المخلوع، تقول نقلت عن مصادر لم تسمها: “اكتشف أحد المُوظّفين في نقطة الحمرة الحدودية بالتدقيق في كشف المُغادرين لإثيوبيا اسم العباس وصورة من جواز سفره”.
وتابعت الصحيفة: “وطبقاً لاتفاقية التعاون بين السودان وإثيوبيا، طلب السودانيون من الإثيوبيين إعادة مُراجعة قائمة المسافرين وإعادة العباس إلى الجانب السوداني، وأبدى الإثيوبيون مُوافقتهم الفورية على تسليم العباس، بعد إخطار قائد المنطقة العسكرية الأعلى”.
ومضت الصحيفة بالقول:” فعلياً حجز العباس في الجانب الإثيوبي، وغادر الحافلة السفرية المتجهة إلى إثيوبيا وأمضى العباس ليلته تلك مع القوة الإثيوبية، وفي اليوم التالي تم نقله بعربة خاصة إلى العاصمة أديس أبابا، وأمضى أسبوعاً في ضيافة المخابرات الإثيوبية، ومن ثَمّ انتقل عبر طيران تركيا إلى إسطنبول” (في إشارة إلى تغير الموقف الإثيوبي من احتجاز العباس).
وتلى نشر خبر هروب شقيق البشير عاصفة من الغضب بسبب أن الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري كان قد أورد اسمه قبلها بأيام ضمن قائمة المعتقلين الذين أودعوا سجن كوبر.
وسرعان ما نشر المدونون مقطع فيديو لمؤتمر صحافي للناطق الرسمي باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين الكباشي في 17 أبريل/نيسان الماضي ، يؤكد فيه اعتقال شقيقي الرئيس المخلوع ومن بينهم العباس، ليخرج الناطق الرسمي بعد تداول الخبر بشكل واسع، مرفقا بنفي من مسؤول رفيع بإدارة السجون يفيد بان شقيق البشير لم يتم ايداعه السجن بالأساس.
وعلى وقع هذه المفاجأة أضطر الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري لعقد مؤتمر صحافي يؤكد هروب العباس، وقال في تصريحاته” كنا قد أعلنا عن اعتقال العباس وعبد الله البشير شقيقي الرئيس السابق، ولكنه لم يكن إعلاناً دقيقاً ونعترف بذلك،وأضاف: بعدها علمنا من بعض أفراد الاستخبارات العسكرية، بتواجد العباس في دولة حدودية ، وحاولنا أن يتم تسليمه لنا، ولكن الدولة رفضت تسليمه إلا بعد التواصل مع جهات عليا في عاصمة تلك الدولة ، ووعدتنا الجهة العليا بتسليمه وترحيله بطائرة خاصة ولكن ذلك لم يحدث، وفوجئنا بعدها بسفره إلى تركيا”.
القدس العربي