فتح قرار رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بحصر موافقات الطيران العسكري عليه أو من يخوله؛ النقاشَ بشأن قدرة الدفاعات الجوية للعراق على تنفيذ ذلك، وسط تأكيد خبراء أمنيين أن الجيش العراقي لا يمتلك أنظمة دفاعية فعالة للتصدي لأي اختراق لأجوائه.
وسارع التحالف الدولي -الذي تقوده الولايات المتحدة- في العراق إلى الإعلان أمس السبت عن امتثاله لقرار رئيس الوزراء العراقي.
وقال التحالف -في بيان له- إن “قياديين كباراً منه التقوا مسؤولين بوزارة الدفاع العراقية لمناقشة التوجيهات المتعلقة بحركة طيران التحالف، وإنه كضيف ضمن الحدود السيادية للعراق يمتثل لجميع القوانين والتوجيهات من حكومة هذا البلد”.
كما أعلن الحشد الشعبي دعمه لقرار عبد المهدي بمنع الطيران المسيّر الأميركي من التحليق في الأجواء العراقية، معتبرا ذلك خطوة مهمة نحو السيادة التامة، حسب تغريدة على تويتر للأمين العام لكتائب “سيد الشهداء” التابعة للحشد أبو آلاء الولائي.
من جهته، قال بهاء الأعرجي نائب رئيس الوزراء الأسبق -في تغريدة على حسابه في تويتر- “بعد إلغاء جميع الموافقات الخاصة بالطيران في الأجواء العراقية، يحق لنا أن نتساءل: هل هذا يعني أن طائرات التجسس والطائرات المسيرة كانت تحصل على موافقات حكومية؟ وإذا كانت هناك موافقات فكيف أسقط أبطالنا قسما منها، وهل سوف تلتزم دول العدوان بقرار المنع؟”
تطوير الدفاعات
يأتي ذلك في وقت ما زال الغموض يكتنف الانفجار الذي وقع في معسكر الصقور التابع للحشد الشعبي والشرطة الاتحادية جنوبي بغداد في 13 أغسطس/آب الجاري، وهو الثالث من نوعه خلال أقل من شهرين، في حين يرجح مراقبون قيام طائرات مسيرة مجهولة أو إسرائيلية باختراق الأجواء العراقية وقصفه.
وفي هذا الإطار، ألمح الكاتب والباحث الإسرائيلي إيدي كوهين إلى أن الطيران الإسرائيلي هو الذي قام بقصف معسكر الصقور. وقال في تغريدة “لقد تم تطهير بغداد الرشيد قبل قليل من الصواريخ البالستية الإيرانية”.
ورجح المحلل الأمني العراقي أحمد الشريفي صحة ذلك، وقال للجزيرة نت إن “المعطيات تشير إلى أن القصف الذي تعرضت له معسكرات الحشد الشعبي نفذته طائرات إسرائيلية وبتعاون وإسناد أميركي”. منوها إلى أن العراق غير قادر بشكل مطلق على التصدي للطائرات المجهولة التي تخترق أجواءه بسبب ما وصفه بالفساد وسوء الإدارة، ولأنه يحتاج إلى قيادات واعية ترسم للعراق إستراتيجيات ردع شاملة لمواجهة التحديات، منها السيادة الجوية، وهذا غير ممكن بسبب وجود المحاصصة القائمة في النظام السياسي”.
من جهته، قال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي للجزيرة نت إن “العراق لا يمتلك القوة الرادعة من منظومة الدفاع الجوي الحديثة التي تستطيع أن تعطي لقرار عبد المهدي السيادة على الأجواء، وبالتالي فإن هذا القرار أشبه ما يكون بإعلان سياسي”.
وأشار الهاشمي إلى أن “إسرائيل لو كانت هي المنفذة لعمليات القصف فإن بإمكانها ذلك من خارج الأجواء العراقية، لأنها تمتلك الكثير من التكنولوجيا والتقنيات، مثل طائرات أف 35، التي باستطاعتها تجاوز منظومات الرادارات العراقية محدودة المدى”، معتبرا أن “هذا القرار لن يعطي للعراق سيادة كاملة على أجوائه، لأنها ما زالت بيد الجانب الأميركي، كما أن العراق لا غنى له عن سلاح التحالف الدولي الذي تشكل الولايات المتحدة نسبة كبيرة منه، والتي قد تكتفي بشجب القصف الإسرائيلي ولا تقف ضده”.
يشار إلى أن الانفجار الأخير في معسكر الحشد الشعبي هو الثالث خلال شهرين الذي يقيد ضد مجهول، أو تعزوه القيادات العسكرية إلى تماس كهربائي أو ارتفاع درجات الحرارة.
المصدر : الجزيرة