ما يعكس خوفه من احتمالات عدم الفوز الحاسم في الانتخابات العامة المقررة يوم الثلاثاء المقبل، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس من لهجته ووعوده في محاولة لكسب الصوت اليميني المتطرف في إسرائيل، وذلك على حساب الفلسطينيين وأراضيهم. وقال إنه يرغب بضم الضفة الغربية كلها لا منطقة الأغوار فحسب كما كان قد أعلن أول من أمس وأثار ردودا دولية غاضبة.
حملة إعلانية وراءها مستوطن تحث فلسطينيي الداخل على عدم المشاركة
جاء ذلك في حديث للصحيفتين اليمينيتين، «يسرائيل هيوم» و«ماكور ريشون» المساندتين لحملته الانتخابية.
وأضاف نتنياهو متحديا دول العالم «الآن أنا أجهز العقول من أجل فرض السيادة على المستوطنات، تلك التي داخل الكتل وتلك التي خارجها، وبالطبع على مناطق أخرى وبضمنها غور الأردن. أنني أمد سككا حديدية. أجهّز الأمور من أجل أن يكون ما فعلته في الجولان والقدس ساريا في الضفة الغربية أيضا، وفي غور الأردن بالطبع. ولم أتحدث عن فرض القانون على المستوطنات فقط، وإنما على المنطقة كلها».
وقوبلت تصريحات نتنياهو بشأن قراره، الذي ينتهك القوانين الدولية، برفض فلسطيني وعربي ودولي لما يمثله من تغول عنصري إسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأعربت خمس دول أوروبية في بيان مشترك عن قلقها إزاء تصريحات نتنياهو. ودعت هذه الدول وهي فرنسا وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، وبريطانيا الأطراف كافة إلى التخلي عن أي إجراء ينتهك القانون الدولي ويشكل خطرا على حل الدولتين على حدود 1967 ويجعل تحقيق سلام عادل ودائم أمرًا صعبًا. وقالت إنّ تنفيذ تصريحات نتنياهو سيكون انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي.
وفي سياق الحملات الانتخابية كشف القناة 12 العبرية، أن شخصا يهودياً يقوم بحملة دعائية واسعة خصص لها أموالا طائلة، تهدف لحث فلسطينيي الداخل المحتل لعدم المشاركة في الانتخابات. وفي تحقيق للقناة كشف أن لافتات إعلانية كثيرة وبدون سابق إنذارملأت الطرقات في المثلث بداية من أم الفحم شمالا مرورًا بشارع وادي عارة، وباقة الغربية، والطرق المؤدية إلى الطيرة جنوبا.
وكتب على بعض هذه اللافتات: «على مين أفلامكم… العنف والقتل بزيد»، وذُيّل الإعلان بتوقيع «شباب مقاطعين وفاهمين الصورة»، وعلى لافتة أخرى كتب: «قاطع، المقاطعة إرادة شعب».
وكشفت القناة أنه بعد توجهها لشركات الدعاية والإعلان المسؤولة عن اللافتات المثبتة في الطرق والشوارع الرئيسية، تبيّن أن الشخص الذي بادر لهذه الحملة، هو يهودي صاحب لكنة أمريكية يشتبه بأنه مستوطن. واعتبرت القناة أن ذلك يأتي في سياق الحملة اليمينية التي يقودها الليكود، في محاولة لخفض نسبة التصويت لدى المواطنين العرب في البلاد، وذلك لمصلحة الأحزاب اليمينية، إذ أن الصوت العربي يصب أولا في زيادة تمثيل العرب في الكنيست، كما أن بعض الأحزاب الصهيونية المحسوبة على معسكر «الوسط – يسار»، استفادت من الأصوات العربية كذلك.
ونقلت القناة عن صاحب شركة دعاية وإعلان تملك عشرات اللافتات الإعلانية في الشوارع الرئيسية في منطقة المثلث قوله: «اتصل بي شخص يهودي ذو لهجة أمريكية، وقال لي أريد أن أقوم بحملة من أجل دعوة العرب لمقاطعة الانتخابات، وتشجيعهم على العزوف عن الإدلاء بأصواتهم». وسأل صاحب شركة الدعاية المبادر حول هدفه من إطلاق هذه الحملة فأجابه: «هناك العديد من العرب الذين لا يريدون المشاركة في عملية التصويت، ونحن بدورنا لا نريد أن يصوت العرب. لديّ مبلغ كبير للغاية… ما الذي يهمك… خذ هذا المبلغ وأطلق هذه الحملة؟»
القدس العربي