هدوء حذر في بغداد ومدن عراقية أخرى.. هل امتصت “قرارات” الحكومة غضب الشارع؟

هدوء حذر في بغداد ومدن عراقية أخرى.. هل امتصت “قرارات” الحكومة غضب الشارع؟

بعد خمسة أيام من مظاهرات احتجاجية خلفت عشرات القتلى وآلاف الجرحى في أنحاء متفرقة من العراق، خيم هدوء حذر اليوم على العاصمة بغداد ومدن أخرى في أعقاب إعلان السلطات إجراءات عاجلة لتلبية مطالب المتظاهرين.

ويأتي هذا الهدوء بعد أن قررت السلطات أمس رفع حظر التجوال الذي فرضته قبل أيام في بغداد وعدد من مدن الجنوب.

وأفاد المرصد العراقي لحقوق الإنسان اليوم أن حصيلة ضحايا المظاهرات الأيام الخمسة الماضية قد ارتفعت إلى 105 قتلى، وأكثر من أربعة آلاف جريح.

وقد قامت السلطات بإعادة خدمة الإنترنت جزئيا وبشكل متقطع اليوم إلى معظم أنحاء البلاد، بما في ذلك العاصمة، في وقت يستمر حتى الآن حجب مواقع التواصل.

“لا تراجع”
ورغم الهدوء الحذر، نقلت الأناضول عن ناشطين أن متظاهرين احتشدوا بمناطق ساحة الخلاني القريبة من المنطقة الخضراء وسط بغداد ومناطق مدينة الصدر والأعظمية والشعلة والزعفرانية استعداداً لاستئناف الاحتجاجات اليوم.

ونقلت الوكالة التركية عن الناشط أيهم صادق أن “الاحتجاجات ستتواصل ولا تراجع عنها. ما أصدره مجلس الوزراء أمس لا يعنينا، نعلم جيدا (أنها) فقط وعود غير متحققة كما كان في السابق” لافتا إلى أن المتظاهرين قرروا استئناف احتجاجاتهم اليوم أيضا.

وكانت الحكومة قد أعلنت مساء أمس عن الحزمة الأولى من “القرارات المهمة” إثر جلسة استثنائية انعقدت بدعوة من رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وشملت القرارات توفير فرص عمل ورواتب لعاطلين، واعتبار القتلى من المتظاهرين والأمن “شهداء” وإعفاء المزارعين من مبالغ استئجار الأراضي الزراعية وتوفير مساكن أو أراض سكنية لمن هم بحاجة للسكنى.

في سياق متصل، أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي اليوم أنه سيتم النظر في أي تعديل وزاري إذا طلب عبد المهدي ذلك، مشددا على دعم البرلمان لأية إصلاحات حكومية.

ولفت -في تصريحات تلفزيونية- إلى أنه لا أحد يقف خلف المتظاهرين، إلا أنه أشار لوجود “مدسوسين” بالاحتجاجات، مؤكدا أنه تم تشكيل لجنة من البرلمان للوقوف على استهداف المحتجين والقوات الأمنية.

كما دعا الحلبوسي قيادات المتظاهرين الذين لم يحضروا جلسة أمس إلى حضور الجلسة القادمة لمناقشة مطالبهم، مشيرا إلى أنه يحترم رغبة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي طالب باستقالة الحكومة، إلا أنه طالب بوجوب إعطائها فرصة لتنفيذ برنامجها.

هجوم صاروخي
على صعيد آخر، تعرضت قناة الفرات الفضائية التابعة لتيار الحكمة الوطني بزعامة عمار الحكيم اليوم إلى هجوم صاروخي مجهول، مما أسفر عن جرح أحد العاملين بها.

ويعد هذا الهجوم الخامس الذي تتعرض له مكاتب قنوات فضائية حيث تعرضت لهجمات أمس “العربية، أن آر تي، دجلة” بالعاصمة، و”الأهوار” بمدينة الناصرية جنوب بغداد، خلالها تدمير وإحراق معدات هذه القنوات والاعتداء على العاملين فيها.

كما أضرم متظاهرون النيران في تسعة مقرات تابعة للأحزاب الشيعية وفصائل الحشد الشعبي، إلى جانب محطة تلفزيونية محلية بمحافظة ذي قار (جنوبي البلاد) وفق ما نقلت مصادر أمنية.

يُذكر أن مجلس النواب أخفق أمس في عقد جلسة لمناقشة مطالب المتظاهرين بسبب مقاطعة كتل نيابية أبرزها كتلة “سائرون” (صاحبة أكبر مقاعد بالبرلمان) التي يدعمها الصدر.

المصدر : الجزيرة + وكالات