الأمم المتحدة في يومهم العالمي: عدد لاجئي العالم تجاوز 65 مليونا معظمهم عرب ومسلمون

الأمم المتحدة في يومهم العالمي: عدد لاجئي العالم تجاوز 65 مليونا معظمهم عرب ومسلمون

21qpt957

إفتتح مساء الإثنين في مقر الأمم المتحدة معرض فني حول اللاجئين الجدد بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، الذي يصادف العشرين من شهر حزيران/يونيو من كل عام. وقد إفتتح المعرض الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون والممثلة الدائمةللأردن، ديما قعوار، ووكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية وإغاثة الطوارئ، ستيفن أوبراين، وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي والموظفين الدوليين. وقد أعد المعرض المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالتعاون مع إدارة شؤون الإعلام وإدارة «أهداف التنمية المستدامة» بالمقر الدائم للأمم المتحدة.
وقال الأمين العام في كلمته في إفتتاح المعرض إن واجب المجتمع الدولي فتح الأبواب لا إغلاقها والتعاون في حل جذور الصراع والإلتزام بالمعاهدات الدولية والعمل بروح من مبادئ حقوق الإنسان والتكافل والتضامن. وقال إن معظم اللاجئين من النساء والأطفال والمسنين. «وقد شاهدت ذلك بعيني في جزيرة لسبوس في اليونان. لقد شاهدت الحزن في عيونهم وكذلك شعاعا من الأمل وتصميما على الصمود. كل يوم هناك الآلاف يفرون من الحرب والاضطهاد ويحملون صدماتهم معهم وبعضهم يغرق في البحر. إن الذين يغرفون شهريا يعادل حمولة طائرتي ركاب لكن لا أحد يشعر بهؤلاء الضحايا». وقال إن الأمور معقدة وصعبة لكن لا خيار أمامنا إلا مساعدة اللاجئين. وسنعقد مؤتمرا دوليا في أيلول/سبتمبر القادم للتعامل مع هذه الأزمة التي لم يشهد العالم لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية.
وقالت قعوار ان الأردن تعامل مع إخوتهم السوريين بكل روح المسؤولية والكرم والترحيب حيث بلغ عددهم 1.3 مليون. ولو حذت كل الدول حذو الأردن ولبنان وتركيا لما كان هناك أزمة إنسانية كبيرة مثل التي نشهدها الآن وخاصة في القارة الأوروبية. لكن هذه الدول بإمكانياتها الضعيفة بحاجة إلى مساعدة كي تستطيع أن تتحمل عبء تدفق ملايين اللاجئين عبر حدودها. ودعت قعوار إلى دعم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) كي تقوم بمهماتها الإنسانية في دعم أكبر وأقدم عدد من اللاجئين في العالم. «لا أعرف لماذا هذا التردد في دعم الأونروا. فكيف لمن يكون لديه أطفال يتحمل ألا يذهبوا إلى المدارس. فإن لم يذهبوا للمدارس فماذا سنتوقع منهم في المستقبل؟ وقالت إننا كأحد رعاة مؤتمر اللاجئين في أيلول/سبتمبر نتطلع إلى صدور بيان قوي ملزم لدعم اللاجئين».
ثم أعلنت قعوار أن «هذا اليوم هو آخر أيام عملي كممثل دائم للأردن لدى الأمم المتحدة ولكنني أعدكم ألا أتخلى عن مشكلة اللاجئين».
ويهدف المعرض إلى لفت الانتباه إلى محنة اللاجئين في خضم أكبر أزمة للاجئين والمهاجرين منذ الحرب العالمية الثانية. ويشمل المعرض صورا للاجئين من سوريا، وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان ومالي جنبا إلى جنب مع شريط فيديو إفتراضي يأخذ المشاهدين إلى معسكر الزعتري في الأردن ويجعلهم يشعرون مباشرة ما معنى أن يكون الإنسان لاجئا خارج وطنه ويمكن الحضور من التحدث مع اللاجئين مباشرة عن طريق نظام حاوية مربوطة بالفيديو «البورتال» مع مجموعة من اللاجئين في مخيم الزعتري تم تجميعهم في في حاوية مماثلة للتحادث مباشرة مع جمهور المعرض في نيويورك.
وبهذه المناسبة قال فيليبو غراندي، المفوض السامي لشؤون اللاجئين، إن الخطاب السياسي المثير للجدل بشأن قضايا اللجوء والهجرة، والمستويات المقلقة من كراهية الأجانب، يهددان الاتفاقيات الدولية التي تحمي الذين أجبروا على الفرار من الحرب أو الاضطهاد. يأتي هذا فيما أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن عدد المجبرين على النزوح في أنحاء العالم وصل إلى خمسة وستين مليونا وثلاثمئة ألف شخص خلال العام الماضي.
وذكر غراندي، في رسالة له بهذه المناسبة، أن الطبيعة المعقدة والمطولة لصراعات اليوم، تعني أن التهجير القسري قد وصل الآن إلى مستوى لم يسبق له مثيل منذ تأسيس الأمم المتحدة نفسها، واقتلع بشكل كبير أكثر من ستين مليون شخص في جميع أنحاء العالم.
وأشار إلى أنه وبدلا من تقاسم الأعباء يتم إغلاق الحدود، وبدلا من الإرادة السياسية فهناك شلل سياسي، حيث تترك المنظمات الإنسانية للتعامل مع العواقب وتكافح في نفس الوقت من أجل إنقاذ الأرواح ضمن الميزانيات المحدودة. وتحيي المفوضية اليوم العالمي للاجئين في العشرين من حزيران/ يونيو من كل عام، لتسليط الضوء على شجاعة وصمود العائلات التي أجبرت على الفرار من الحرب أو الاضطهاد.
وفي كل عام تسعى المفوضية إلى إيجاد بصيص من الأمل في الإحصاءات العالمية التي تنشر لإظهار أن العالم يجد حلولا للمساعدة في معالجة الصدمة التي يعيش فيها اللاجئون على أساس يومي، ولكن هذا العام فإن العلامات المشجعة يصعب العثور عليها، كما يقول المفوض السامي.
وأكد غراندي على أهمية إيجاد وسيلة إنسانية وكريمة لضمان أن لا يخاطر اللاجئون بحياتهم وحياة أسرهم عن طريق اللجوء للتجار الذين لا يرحمون أو عن طريق استخدام القوارب الواهية في محاولة للوصول إلى بر الأمان. يشار إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة ستعقد اجتماعا رفيع المستوى في التاسع عشر من أيلول سبتمبر، لتسليط الضوء على الحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد إعتمدت بتاريخ 4 ديسمبر عام 2000 القرار 55/76 والذي أقر بأن يكون يوم 20 يونيو من كل عام «اليوم العالمي للاجئين» وتم الاحتفال به لأول مرة عام 2001 بمناسبة مرور خمسين عاما على المعاهدة الدولية للاجئين التي إعتمدت عام 1951.

عبدالحميد صيام

صحيفة القدس العربي