“مشروع مارشال” صيني لدول الشرق الأوسط

“مشروع مارشال” صيني لدول الشرق الأوسط

بكين – أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ، الثلاثاء، أن بلاده ستقدم قروضا للتنمية الاقتصادية بقيمة 20 مليار دولار إلى دول عربية، في ما يشبه خطة مارشال لتعزيز حضور بلاده في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وصرح شي أمام الدورة الثامنة لمنتدى التعاون الصيني العربي بأن القروض ستخصص لـ”مشاريع ستوفر فرص عمل جيدة وسيكون لها تأثير اجتماعي إيجابي في دول عربية لديها حاجات لإعادة الإعمار”، دون إعطاء تفاصيل.

وتدعم هذا التوجه مقاربة الصين التقليدية في إدارة الصراع على النفوذ بينها وبين دول كبرى مثل الولايات المتحدة. ويقول محللون إنه وفيما تستمر واشنطن في المقاربة التقليدية التي تحقق النفوذ عن طريق التدخل العسكري كواجهة أولى، فإن بكين تعمل ما في وسعها على تغطية تراجع قوى تقليدية مثل فرنسا وبريطانيا أو حتى الولايات المتحدة لتركز على التوسع الاقتصادي خاصة في الدول الفقيرة التي تحتاج إلى التمويلات والمشاريع الصغرى.

ومن بين المشاركين في المنتدى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ووزير خارجية السعودية عادل الجبير ووزراء خارجية دول عربية أخرى.

وتابع شي أمام المشاركين في المنتدى الذي عقد في قصر الشعب في بكين بالقول إن القروض جزء من برنامج صيني خاص “لإعادة الهيكلة الاقتصادية” و”تحفيز الصناعات”، مضيفا أن بلاده مستعدة لتقديم قرض آخر بقيمة نحو 150 مليون دولار أخرى لدول في المنطقة من أجل “تعزيز قدراتها على الحفاظ على الاستقرار”، مستخدما التعبير المعتاد للإشارة إلى حفظ النظام والمراقبة.

ومنذ توليه منصبه، أشرف الرئيس الصيني على جهود منسقة من أجل توسيع نفوذ بلاده في الشرق الأوسط وأفريقيا بما في ذلك بناء القاعدة العسكرية الأولى للبلاد في جيبوتي العضو في جامعة الدول العربية.

وسبق أن قدمت الصين قروضا لدول عربية من بينها 1.3 مليار دولار لجيبوتي وحدها، بحسب تقديرات مبادرة الأبحاث الصينية الأفريقية ومقرها الولايات المتحدة.

وأثارت هذه القروض الضخمة قلقا في الداخل وفي الخارج إزاء الموقف الضعيف لدول فقيرة أمام ديون بهذا الحجم. فقد اضطرت سريلانكا العام الماضي إلى تسليم غالبية سلطتها على مرفأ هامبانتوتا إلى الصين بعد أن تعذر عليها تسديد ديونها.

وتركز رؤية شي على مبادرة “الحزام والطريق” لما قيمته تريليون دولار من البنى التحتية من أجل إعادة إحياء طريق الحرير السابقة.

العرب