متى تلجأ واشنطن للقوة العسكرية ضد طهران؟

متى تلجأ واشنطن للقوة العسكرية ضد طهران؟

تتصاعد التصريحات الإيرانية المتحدية للولايات المتحدة وإدارة الرئيس دونالد ترامب، في مقابل الإجراءات التي اتخذتها هذه الإدارة في تصعيد لسياستها في الضغط على إيران، من أجل الرضوخ لمطالب أميركية. وقال ترامب، إن الضغط الذي تتعرّض له إيران بات الأكبر على الإطلاق. صنفت الولايات المتحدة أخيراً، الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، في إجراء هو الأول من نوعه، في تصنيف جزءٍ من القوات المسلحة لدولة ما مجموعة إرهابية. كذلك قررت واشنطن إلغاء الاستثناءات المعطاة للدول لشراء النفط الإيراني، بغرض منع إيران من تصدير النفط تماماً. كما أضيفت عقوبات أخرى على قطاع التعدين، وهو الثاني في الاقتصاد الإيراني بعد النفط. وأصبح الوضع صعباً على النظام الإيراني الذي يواجه مصاعب اقتصادية واستياءً شعبياً.

 اتبعت إيران سياسة متحدّية، وأعطت مهلة للدول الأوروبية من أجل التعامل معها، وإلا انسحبت من الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب، بينما بقيت أوروبا ملتزمة به. تم رفض المهلة الإيرانية مباشرة، لكن الولايات المتحدة أعلنت قلقها من إجراء آخر، تقول إن إيران اتخذته، وهو أنها أعطت الضوء الأخضر للجماعات المرتبطة بها في الشرق الأوسط لأن تهاجم المصالح الأميركية. دخلت أميركا إثر ذلك في حالة إنذار عسكري وسياسي. وأعلن الأسطول الخامس الأميركي المتمركز في الخليج العربي حالة التأهب القصوى، وصدر تحذير لكل السفن الأميركية المدنية أيضاً باحتمالية استهدافها من إيران وتم إرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، أهمها حاملة الطائرات العملاقة إس إس أبراهام لنكولن. لكن كل تلك الإجراءات هي إجراءات حماية وتأهب للرد على أي هجوم، وليست استعدادات بدء حرب أو ضربة  واسعة لإيران حتى الآن، فأميركا لا تهدف إلى بدء حرب مع إيران، والأهم أن إدارة ترامب، وعلى الرغم من تصعيدها الهائل الضغوط على إيران، فإنها لا تهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، بل إلى تقييده. حتى إن ترامب قال في عز الأزمة قبل أيام، إنه يريد أن يتصل به القادة الإيرانيون من أجل التفاوض، وذلك هو السبيل الوحيد لإنقاذ إيران من مصاعبها الاقتصادية الكبيرة. لكنه أضاف، ويا للغرابة، أنه يريد أن تكون إيران قوية وعظيمة! كانت الردود الإيرانية المعلنة واضحةً في رفض عرض ترامب التفاوض، ولكن في السياسة كل شيء وارد وممكن، وقد تكون هناك اتصالات سرية موجودة الآن مع كل هذا التصعيد.

الساحة العراقية مهمة جداً في المواجهة الإيرانية الأميركية، وقد ألغى وزير الخارجية بومبيو زيارة لألمانيا، وتوجه إلى بغداد. وما صدر عن مباحثاته فيها طلبات دفاعية الطابع، تتلخص في الحصول على تعهد عراقي بحماية القوات الأميركية في العراق من أي هجوم للجماعات العراقية المرتبطة بإيران. وقد استخدم هو مصطلح الحماية. ولذلك ليس الحديث هنا عن ضغط أميركي على العراق، لأن يتخذ جانب أميركا في أي مواجهة عسكرية قد تحصل. وأطلع بومبيو المسؤولين العراقيين على أدلة توجيهات إيران للمرتبطين بها لمهاجمة المصالح الأميركية، ثم عاد الى بلاده مارّاً ببريطانيا، حليف الولايات المتحدة الأقرب، وشريكتها في أي حرب.
الوضع ملتهب في المنطقة. ولكن ليس هناك تحشيد إعلامي في واشنطن لحرب مع إيران، فالاستراتيجية الأميركية هي تصعيد الضغط الاقتصادي حتى ترضخ طهران لترامب، وتوقع اتفاقاً وفق شروطه هو، قد يختلف كثيراً أو قليلاً عن الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة سلفه أوباما وانسحب هو منه، لكن أميركا لن تبدأ بالضربة العسكرية، هي فقط تزيد استعدادها للرد.

 ومع ذلك سرب الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني عبر قنواته الخاصة، معلومات الاستخبارات الإسرائيلية الموساد التي سربتها بدورها إلى وكالة المخابرات الأمريكية “سي آي أيه” عن لقائه (العادي والمكرر) مع قادة فصائل عراقية توصف بأنها موالية أو حليفة لإيران ضمن خطته للإيقاع بين جناح الحرب المتشدد في الإدارة الأمريكية والرئيس دونالد ترامب.

سليماني يملك علاقات شخصية واسعة بمختلف الأطراف الفاعلة في الصراعات الإقليمية بحكم موقعه كقيادي في الحرس الثوري وعمله في الملفات الاستراتيجية المرتبطة بالأمن القومي الإيراني خصوصاً العراقي والسوري وفي اليمن أيضاً، التقى قيادات بارزة في الحشد الشعبي خلال تواجدها في محافظة الأهواز لتقديم الإغاثة للإيرانيين عند تعرضهم لسيول وفيضانات. وتم تسريب معلومات “مدروسة” عن “كواليس” للاجتماع لكي يدفع سليماني بالفريق المتشدد داخل الإدارة الأمريكية نحو التحرك الفوري والدفع باتجاه التصعيد مع إيران باعتبار أن جماعات عراقية محددة ستنفذ عمليات خطف لدبلوماسيين وضباط وجنود أمريكيين وتهدد بالتالي المصالح الأمريكية في العراق. وهذا الأمر هو ما يفتش عنه الفريق الأمريكي المتشدد، بومبيو وبولتون برايان هوك، أي مبرر شن الحرب على إيران إذ وصل إلى ترامب أن سليماني أخبر قادة الفصائل العراقية بضرورة الاستعداد للحرب، وسرب ذلك ليصل بالتالي إلى ترامب ليكون هذا اللقاء سبباً في رفع مستويات ودرجات التهديد للقوات وللقواعد العسكرية الأمريكية في العراق إلى أقصى درجة.

ما كان يريده سليماني هو زيادة الهوة والتباين في وجهات النظر من المسألة الإيرانية وطرق حلها بين الرئيس الأمريكي الطامح بولاية رئاسية ثانية ومستشاريه المتشددين الراغبين في التصعيد وتغيير نظام الجمهورية الإسلامية عبر سيناريو الحرب وتحريك الداخل. ويبدو حتى الآن أن هذا التباين برز على السطح حين نُقل عن مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية على دراية بالمحادثات التي أجراها ترامب مع مستشار الأمن القومي جون بولتون، ووزير الخارجية، مايك بومبيو قوله إن ترامب كان غاضباً على مدار الأسبوع إزاء ما رآه تخطيطاً حربياً يتجاوز أفكاره الخاصة التي لا تتجاوز حدود الضغط بالعقوبات والحشود العسكرية وتفادي الانجرار إلى مواجهة عسكرية وهذا ما أشارت له صحيفة “نيويورك تايمز” بقولها الخميس إن الرئيس دونالد ترامب أبلغ القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان بأنه لا يريد خوض حرب مع إيران.

وطوال الأسبوع كان الرئيس الأمريكي في تصريحاته وتحركات وزارة الدفاع وكأنه فوق الشجرة لا يستطيع النزول منها حتى في لقاء وزير خارجيته بومبيو في سوشي مع نظيره الروسي وإشاراته الغامضة (المقلقة) التي لم تطمئن موسكو حول نوايا ترامب من المسألة الإيرانية. رفاق ترامب الجمهوريون الذين يسيطرون على أغلبية المقاعد في مجلس الشيوخ لم يسعدهم هذا الوضع وباتوا في حرج أمام منافسيهم الديمقراطيين على أعتاب التحضير لانتخابات 2020 الرئاسية، ومن هنا تجري الاستعدادات في الكونغرس لكي يدلي مسؤولون من إدارة ترامب بإفادات سرية بشأن الموقف مع إيران، وذلك بعد أن طلب مشرعون من الحزبين مزيداً من المعلومات، إذ سيحضر وزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد والقائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شاناهان جلسة عصر الثلاثاء المقبل أمام مجلس الشيوخ بكامل هيئته، وهذا في حد ذاته إحراج لترامب أمام مؤيديه وخصومه، إذ يشكو أعضاء الكونغرس منذ أسابيع من أن إدارة ترامب لم تطلعهم على معلومات كافية بشأن التصعيد الحالي مع إيران، بل إن بعض الجمهوريين يقول إن الإدارة لم تطلعهم على أي شيء بشأن تلك القضية. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق: هل تتجه الولايات المتحدة نحو حرب مع إيران؟  هناك روايتان تتنافسان على إجابة هذا السؤال.ترتكز الرواية الأولى، وهي التي تفضلها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على أن إيران لديها نوايا سيئة، وأن هناك استعدادات رصدت لشن هجوم محتمل على أهداف أمريكية بالرغم من أن التفاصيل التي جرى الكشف عنها قليلة.ودفعت الولايات المتحدة بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة، وتعمل على تقليل أعداد موظفيها الدبلوماسيين غير الأساسيين في العراق، وتعيد النظر في خططها الحربية.

والرسالة إلى طهران واضحة، وهي أن أي هجوم على هدف أمريكي من أي مصدر، سواء كانت إيران أو أيا من حلفائها أو وكلائها الكثيرين في المنطقة، سيجابه برد عسكري ضخم.أما الرواية الأخرى فتلقي باللائمة في هذه الأزمة على واشنطن. وليس مستغربا أن تتمسك إيران بهذه الرواية، لكن العديد ممن ينتقدون في الداخل طريقة عمل إدارة ترامب، يفضلون هذه الرواية أيضا.بل إن عددا من حلفاء ترامب الأوروبيين الرئيسيين يتملكه بعض المخاوف بهذا الشأن ولكن بنسب متفاوتة.

فطبقا لهذه الرواية، فإن “صقور إيران” في الإدارة الأمريكية، من أمثال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أو وزير الدفاع مايك بومبيو، يرون في هذه فرصة سانحة.وترى هذه الرواية أن هدف هؤلاء هو إحداث تغيير في النظام في طهران، وإذا لم تفلح الدرجة القصوى من الضغوط الاقتصادية في القيام بذلك، فإنهم يعتقدون أن العمل العسكري غير مستبعد حسب الظروف.

وتعكس هاتان الروايتان تفسيرات مختلفة لحقيقة الأمر. وكما هو الحال في الغالب، فكل منها تعمل على إبراز حقائق معينة وإغفال أخرى لإثبات أنها الرواية الصحيحة.إلا أن التصورات هنا مهمة بقدر أهمية الحقيقة، بل إنها تكون بطرق كثيرة سببا في الوصول للحقيقة.

وتتمثل تلك الحقيقة في أن صراعا بين الولايات المتحدة وإيران، وإن كان محض صدفة بدلا من كونه مرتبا، هو أمر محتمل الحدوث الآن أكثر من أي وقت مضى منذ أن تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة.فمنطقة الشرق الأوسط تشهد بكل تأكيد تصاعدا في التوترات.في حين تعمل إيران على التصدي لذلك، رغم أن اقتصادها يعاني من إعادة فرض عقوبات كانت قد رفعت بموجب اتفاق نووي أبرم عام 2015 مع قوى عالمية. وكانت إيران قد هددت بأنها لن تلتزم مجددا بأي قيود على نشاطها النووي.

وكان وصول ترامب إلى السلطة بمثابة نقطة تحول، فقد انسحب من الاتفاق النووي قبل عام وعمل على تفعيل سياسة أقصى ضغط ممكن على الحكومة الإيرانية.

إلا أن الكيل فاض بإيران، وهي تعمل على دفع الأوروبيين للقيام بالمزيد من أجل مساعدة اقتصادها المتردي مهددة بأنه إذا لم يقوموا بذلك، ومن الصعب معرفة ما يمكنهم القيام به، فإنها ستخرق شروط الاتفاق النووي، وهو ما سيمنح إدارة ترامب مبررا إضافيا لاتخاذ موقف هجومي.الموقف الآن بات متوقفا على التحركات التي تحدث داخل إدارة ترامب، وعلى تقييم طهران لما يحدث هناك.

وسعى الرئيس نفسه للتقليل من شأن فكرة أن المسؤولين في إدارته منقسمون حول قضية إيران.وتشير التقارير إلى أن ترامب ليس متحمسا كثيرا للحرب، فهو معروف بمعارضته لخوض صراعات عسكرية في الخارج. لكن من غير المحتمل أن يتراجع عن ذلك إذا تعرضت قوات أو منشآت تابعة لبلاده لهجوم.إلا أنه ليس من الضروري أن تنظر طهران إلى الأمور بهذه الطريقة.فهل ترى إيران أنه يمكنها أن تفسد العلاقة بين بولتون ورئيسه، فيزيد التوتر بين الطرفين مما يدفع بولتون إلى الكشف عن مخططاته التي ربما قد تعجل بسقوطه؟. إذا كان ذلك هو تقييم طهران، فستكون استراتيجية تنطوي على قدر عال من الخطورة.

وفي حين تقف إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهما أهم حلفاء الإدارة الأمريكية في المنطقة، موقف المرحب بالخطوة، إلا أن شركاء الإدارة الأمريكية في أوروبا يشعرون بعدم الارتياح إزاء ما ستؤول إليه الأمور.فقد اتخذت كل من إسبانيا وألمانيا وهولندا خطوات من شأنها وقف أي أنشطة عسكرية في منطقة الشرق الأوسط مشاركة مع الأمريكيين، نظرا لتصاعد التوترات في المنطقة.

وهذا ليس الوقت المناسب لتجربة كيف سيكون النزاع بين الولايات المتحدة وإيران، ضف على ذلك أن مقارنة هذا النزاع بغزو العراق عام 2003 لن يكون مفيدا.إذ أن إيران تعتبر مثالا مختلفا عما كان عليه الوضع في العراق إبان حكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين. ففكرة شن غزو شامل على إيران لن يكون ضمن الخيارات المطروحة، بل قد ينشأ صراع عسكري جوا وبحرا تختلف طريقة إيران في التعامل معه، مما قد يشعل المنطقة بأسرها.

وكان هناك من تنبؤوا بحدوث كارثة كبرى على مستوى السياسة الخارجية مع تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة الأمريكية.لكن وبدلا من ذلك، هناك أزمة جارية متعددة الأبعاد، تضم عددا من العناصر، يوضحها كلها وضع إيران: فهناك حالة نفور من الاتفاقيات الدولية، واعتماد مفرط على الحلفاء الإقليميين ممن لديهم مخططاتهم الخاصة التي يسعون لتنفيذها، إلى جانب تصاعد التوترات مع شركاء قدامى في حلف الناتو، وفوق كل ذلك عدم القدرة على حسم القرار وتحديد الأولويات فيما يتعلق بمصالح واشنطن الاستراتيجية الحقيقية. ومع تجدد المنافسة بين القوى العظمى، حيث تسعى الولايات المتحدة لإعادة توجيه انتشار قواتها وتعزيز قدراتها أمام صعود الصين وجرأة روسيا، فأين تقف إيران الآن ضمن الأولويات الاستراتيجية لواشنطن؟  فهل يستحق التهديد الإيراني فعليا خوض صراع كبير لمواجهته؟ ستأتي إجابة العديد من المحللين الاستراتيجيين بالرفض. كما أن العديد منهم يتقبلون أن فكرة احتواء طهران بإجراءات انتقامية شديدة قد تكون ضرورية في حال هجومها على المصالح الأمريكية، إلا أن قرع طبول الحرب ليس بنفس القدر من الضرورة.

الحرب بين واشنطن وطهران تظل مستبعدة خصوصاً أن هناك أطرافاً إقليمية ودولية سارعت إلى القيام بوساطات في محاولة لجر الطرفين إلى مائدة المفاوضات والحوار المباشر الذي يريده ترامب ويلح عليه وترفضه طهران ولا تغلق الباب نهائياً أمامه بالتأكيد على مطالب واقعية مشروعة وليست شروطاً تندرج في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 (2015) وهو آخر قرار دولي حول المسألة النووية الإيرانية وقضى بتأييد الاتفاق النووي ورفع العقوبات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

ورغم أن خامنئي رفض المفاوضات المباشرة مع إدارة ترامب الحالية كونه نقض الاتفاق النووي ولا يمكن الوثوق به ثانية، ويراهن على فشله في الانتخابات المقبلة إلا أنه لا يمانع بالمطلق من الإبقاء على شعرة معاوية معه، ربما يحسبها ترامب (بعقلية التاجر) ويذعن بالتالي إلى القرار 2231 ويتخلص من مستشاره للأمن القومي جون بولتون الذي يتعامل مع إيران وكأنه عضو في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة المتهمة منذ زمن الشاه بأعمال إرهابية ضد أمريكا نفسها، وينسجم مع الإجماع الدولي خصوصاً الأوروبي المؤيد للاتفاق النووي، وللعمل مع الجمهورية الإسلامية في ملفات إقليمية ودولية خطيرة كان يفترض فتحها معها بعد الانتهاء من الاتفاق النووي.

فمتى ينزل ترامب من الشجرة خصوصاً أن الإجماع في القيادة داخل إيران هو أن لا يمنح الفريق المتشدد الذريعة لشن حرب على بلادهم وستبقى طهران في الاتفاق النووي ولن تنسحب عنه ولن تحقق بذلك رغبة الفريق الذي دفع الرئيس الأمريكي إلى الانسحاب منه ويحرضه على مهاجمة إيران؟

ومتى يعزز المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يرأسه الرئيس الإيراني جبهة الداخل ويبدأ روحاني أولى خطوات الوحدة بين الفصائل السياسية في البلاد لتجاوز الظروف التي قال هو إنها ربما تكون أصعب من الأوضاع خلال الحرب مع العراق في الثمانينيات؟!

خلاصة القول ، هناك حالات بعينها تسرع من لجوء الولايات المتحدة الأمريكية من استخدام القوة العسكرية ضد إيران، وهي: إقدام إيران على إنتاج السلاح النووي، وقيام إيران بغلق مضيق هرمز أمام ناقلات النفط، واستهدافها للقوات الأمريكية المنتشرة في العراق والخليج العربي، هذة الحالات مجتمعة أو منفردة قد تعجل من اللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران ، وباستثناء ذلك  يمكن لكل المشكلات العالقة بين الدولتين يصار إلى حلها عبر الدبلوماسية أو المباشرة أو دبلوماسية الطرف الثالث أو دبلوماسية الخط الساخن.

وحدة الدراسات الإيرانية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الإستراتيجية