طهران – اعتبر مراقبون للشؤون الإيرانية أن موقف الرئيس حسن روحاني لا يحيد عن الموقف الذي يتبناه مرشد الثورة علي خامنئي والجناح المتشدد في إيران بشأن الموقف في سوريا والمنطقة بشكل عام.
ونقلت وكالة أنباء فارس عن روحاني خلال المناظرة الثانية لمرشحي الانتخابات الرئاسية، تأكيده على أن إيران “بقوتها الدبلوماسية” تتفاوض لحل الأزمة السورية، مضيفا أن “دبلوماسيينا وإلى جانب مقاتلينا يقومون بإحياء حقوقنا المتبقية”.
ورأت مصادر إيرانية مطلعة أن روحاني يسعى، من خلال موقعه كرئيس للجمهورية ودوره كمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري في الـ19 من شهر مايو الجاري، للردّ على الدعوات الداخلية التي تطالب بسحب القوات الإيرانية من سوريا.
وأضافت هذه المصادر أن روحاني يحاول تسويق نفسه ليس لدى الكتلة الناخبة فقط، بل لدى مؤسسة المرشد والتيارات المحيطة بها، والتي تملك التأثير على الانتخابات ونتائجها الرسمية النهائية.
وأكد روحاني “لدينا مستشارون أعزاء ذهبوا إلى سوريا، وقدمنا شهداء هناك، وإذا أردنا أن نستفيد جيدا، فعلينا أن نكون قادرين على تسوية المواضيع على طاولة المفاوضات (…)، ولا بد أن يقوم دبلوماسيونا إلى جانب مقاتلينا بإحياء حقوقنا المتبقية”.
ورأى محللون أن إثارة روحاني لـ”الحقوق المتبقية” تكشف تخليا عن “حقوق” أوسع كانت طهران تمني النفس بها، وأن الظروف الميدانية والدولية تجبر الحاكم الإيراني على تخفيض سقف أطماعه السورية.
وفيما لا يرى دبلوماسيون غربيون اختلافا في وجهة نظر روحاني عما يطلقه جنرالات الحرس الثوري، لفت آخرون إلى أن روحاني يستفيد من روحية الاتفاق الأخير الذي أعلن في أستانة حول إنشاء أربع مناطق لتخفيف التوتر لتثبيت الدور الإيراني في سوريا والإيحاء بأنه نهائي وإلزامي لأي تسوية تتعلق بإنهاء الصراع في هذا البلد.
وترى مصادر متابعة لشؤون الأزمة السورية أن لتصريحات روحاني رسالة داخلية تتعلق بالاتساق مع موقف رسمي موحد لا يفصل بين الرئاسة وموقع المرشد في المسألة السورية.
كما أن لهذه التصريحات مواقف خارجية موجهة للولايات المتحدة ودول الخليج حول صلابة موقف طهران من المسألة السورية، حتى في حال إعادة انتخابه رئيسا، وأنه لا طائل من التعويل على مرونة في موقف طهران برئاسة روحاني عنه برئاسة مرشح المحافظين إبراهيم رئيسي.
العرب اللندنية