بيروت – شكّل إعلان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش بقيادة واشنطن عن تنفيذ غارة جوية لعرقلة تقدم حافلات تقل مسلحين من تنظيم داعش قادمة من لبنان، رسالة حاسمة من المجتمع الدولي ضد الاتفاق الذي أبرمه حزب الله مع التنظيم الإرهابي، والذي قضى بإخلاء المسلحين ونقلهم باتجاه منطقة قريبة من البوكمال على الحدود السورية العراقية.
وقال الكولونيل ريان ديلون متحدثا باسم التحالف إنه “لمنع القافلة من التقدم شرقا، أحدثنا فجوة في الطريق ودمرنا جسرا صغيرا” في إشارة إلى القيام بغارة جوية.
وكان المئات من عناصر تنظيم داعش قد انسحبوا، الاثنين، من منطقة حدودية بين لبنان وسوريا، بناء على اتفاق يتيح لهم الذهاب إلى مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، التي يسيطر عليها التنظيم في شرق سوريا.
وأضاف الكولونيل ديلون أن داعش “يشكل تهديدا عالميا، ونقل الإرهابيين من مكان إلى آخر كي يتعامل معهم طرف آخر ليس حلا دائما”.
ويأتي تصريح ديلون ليدعم تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي استنكر اتفاق حزب الله-داعش الذي يشكل خطرا على أمن العراق، لا سيما وأن البلد يخوض معركة لتحرير تلعفر ويستعد لمعركة أخرى في محافظة الأنبار على الحدود مع سوريا لتطهيرها من التنظيم الإرهابي.
وقال العبادي في هذا الصدد إنه لا مبرر للتفاوض مع الإرهابيين، مضيفا أن بغداد لا تسعى إلى احتواء داعش بل القضاء عليه ولا خيار أمام الإرهابيين إلا الاستسلام أو الموت، مضيفا أنه “كنا نتمنى أن يتم التباحث معنا”، داعيا الحكومة السورية إلى فتح تحقيق في القضية.
وقال ديلون إن “التحالف يراقب حركة القافلة لحظة بلحظة، واستنادا إلى القوانين المتبعة في النزاعات المسلحة، فإنه سيتحرك ضد تنظيم داعش في المكان والزمان المتاحين له”.
واعتبر مراقبون أن التدخل العسكري للتحالف الدولي ضد قافلة مقاتلي داعش ينفي أي تحليلات تجعل الاتفاق من ضمن تفاهمات يوافق عليها التحالف، كما يضع القوات الدولية بعيدة عما تخطط له إيران وميليشياتها في سوريا.
وأضاف هؤلاء أن الغارة جاءت لترفد موقف رئيس الحكومة العراقي ولتؤكد الموقف الأميركي في دعم بغداد في محاربة الإرهاب، في الوقت الذي ما زالت القوات العراقية التي يشرف عليها “مستشارون” أميركيون تخوض معارك ضد التنظيم الإرهابي.
وكان مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة التنظيم بريت ماكغورك قد انتقد الاتفاق، قبيل تصريحات ديلون، وقال في تغريدة له “يجب قتل إرهابيي داعش في الميدان وليس نقلهم على متن حافلات عبر سوريا نحو الحدود العراقية دون موافقة العراق”.
العرب اللندنية