بعد مخاض عسير ومحادثات معقدة بين الكتل السياسية، أعلن الرئيس العراقي برهم صالح اليوم تكليف النائب عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، على أن يتولى تسمية أعضاء وزارته وتقديمهم إلى مجلس النواب لنيل الثقة خلال مدة أقصاها ثلاثون يوما.
والزرفي من مواليد محافظة النجف في الأول من يناير/كانون الثاني عام 1966. وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفقه، في جامعة الكوفة عام 1988، ثم شهادة الماجستير من الجامعة نفسها بالاختصاص نفسه عام 2015، وهو في مرحلة البحث لنيل شهادة الدكتوراه.
تاريخه السياسي
انتمى الزرفي إلى حزب الدعوة الإسلامية عام 1983، وتم اعتقاله في عهد النظام السابق بسبب نشاطه السياسي وأودع في قسم الأحكام الخاصة بسجن أبو غريب بعد أن حكم عليه بالسجن المؤبد عام 1988، قبل أن يتمكن من الهرب مع مجموعة من المعتقلين من السجن أواخر فبراير/شباط عام 1991، خلال انسحاب الجيش العراقي من الكويت في حرب الخليج، واندلاع “انتفاضة شعبية” -كما كان يصفها المعارضون لنظام حكم الرئيس السابق صدام حسين- في عدة محافظات عراقية.
وشارك الزرفي بعد هروبه من السجن في تلك “الانتفاضة”، وحينها تعرض إلى عدة إصابات جسدية بعد دخول قوات الحرس الجمهوري إلى محافظة النجف واعتقال المشاركين فيها، فاضطر إلى اللجوء لمخيم رفحاء في السعودية، حتى عام 1994، وليهاجر بعدها إلى الولايات المتحدة، والعودة إلى العراق بعد الغزو الأميركي عام 2003.
أسس حركة سياسية في العراق تحت اسم (حركة الوفاء) عام 2004، وصار عضوا في فريق هيئة الإعمار العراقي، قبل أن يتم تعيينه محافظا للنجف في العام نفسه وحتى عام 2005، خلال فترة حكومة إياد علاوي الانتقالية، بعدها صار عضوا في مجلس محافظة النجف، وبقي رئيسا لكتلة الوفاء في المجلس، حتى تعيينه وكيلا مساعدا لشؤون الاستخبارات في وزارة الداخلية من عام 2006 حتى عام 2009، ثم انتخب محافظا للنجف من عام 2009 وحتى 2013، ومدد له حتى عام 2015.
وأصبح الزرفي عضوا بمجلس النواب في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2014، ضمن ائتلاف كتلة النصر التي يتزعمها حاليا رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي.
وبحسب سيرته الذاتية بوصفه الأمين العام لحركة الوفاء العراقية وتوجهه السياسي، فإنه “يؤمن باستقلال العراق من كل التبعيات الأجنبية، ويدعو إلى عراق موحد تلغى فيه الفوارق المذهبية والقومية ويقوم على أساس المواطنة، ويؤمن بتطوير الاقتصاد الوطني ورفاهية المواطن الاقتصادية، وبأن العراق بلد عربي إسلامي يلعب دورا مهما في استقرار وبناء المنطقة العربية والإسلامية ويمثل نقطة توازن لحفظ مصالح المنطقة”.
أبرز المهام
وفي أعقاب تكليف الزرفي، أعرب الرئيس العراقي برهم صالح عن أمله في أن يعمل رئيس الوزراء المكلف على إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة، وتلبية مطالب المتظاهرين السلميين المشروعة من خلال إنجاز الإصلاحات المطلوبة، والحفاظ على سيادة واستقرار وأمن العراق.
وحول أبرز التحديات أو المهام التي تنتظر الزرفي، قال المحلل السياسي إبراهيم السراج للجزيرة نت، إن “أمام رئيس الوزراء المكلف تحديات صعبة وبالغة التعقيد، ولعل أبرزها المشاكل الاقتصادية ومنها المتعلقة بانخفاض أسعار النفط، وهي بحد ذاتها مشكلة كبيرة، لأن العراق يعتمد على النفط كمورد أساسي للموازنة المالية العامة. وكذلك كيفية مواجهته للمحاصصة الحزبية في تشكيل الحكومة ونيل ثقة البرلمان، وهيمنة الأحزاب على الوزارات، فضلا عن مهمة القضاء أو الحد من الفساد، وهي مهمة بالغة الصعوبة”.
المصدر : الجزيرة