اعتبر دونالد ترامب أن منافسه في الانتخابات المقبلة جو بايدن “غير كفؤ” لقيادة البلاد، في حين أظهرت استطلاعات الرأي نهاية الأسبوع تصاعد استياء الناخبين من طريقة إدارة الرئيس الأميركي لأزمة فيروس كورونا المستجد.
وقال ترامب -في حوار مع برنامج “فوكس نيوز سانداي”- عن بايدن “إنه في وضع سيئ، وضع عقلي سيئ”.
واعتبر أنه في حال انتخب بايدن في 3 نوفمبر/تشرين الثاني القادم، فإنه “سيدمر هذا البلد”.
وفي مواجهة عدة تحديات تتعلق بانتشار الفيروس والاضطرابات العرقية والصعوبات الاقتصادية؛ وجّه ترامب لنائب الرئيس السابق عدة اتهامات لا تستند إلى أدلة، معتبرا أنه “سيرفع ضرائبكم 3 أضعاف”، و”يخفض موازنة الشرطة”.
وأضاف أن “الديانة ستزول”، في إشارة إلى منع مسؤولين ديمقراطيين التجمعات الكبرى في الكنائس لكبح انتشار الفيروس.
وعند سؤاله إن كان سيقبل نتائج الانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني في حال هزيمته، كرر ترامب الموقف الذي تبناه عام 2016، قائلا “يجب أن أرى.. لن أكتفي بقول نعم”.
وعرض الحوار المسجّل مع صدور نتائج استطلاعات جديدة أظهرت تزايد تأييد بايدن مع تصاعد الشكوك في طريقة إدارة ترامب للأزمة، في ظل تسجيل طفرة في الإصابات بعدة ولايات.
وقال الصحفي كريس والاس للرئيس إن استطلاعا جديدا لشبكة “فوكس” أظهر تفوق بايدن، ليس فقط في موضوع إدارة الوباء (بفارق 17 نقطة) والتعامل مع الاضطرابات العنصرية (بفارق 21 نقطة)، بل أيضا في كيفية إدارة الاقتصاد، التي طالما مثلت نقطة قوة لترامب.
وأظهر استطلاع جديد مشترك بين صحيفة “واشنطن بوست” وتلفزيون “أيه بي سي نيوز” تقدم بايدن على ترامب في صفوف الناخبين المسجلين في أنحاء البلاد بفارق 15 نقطة (55 مقابل 40%).
لكن ترامب أكد أن تلك الاستطلاعات “مزيفة”، موضحا أن توقعات البيض الأبيض تظهر تصدره في إجمالي البلاد وفي الولايات المتأرجحة عادة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
أمي أمي.. خذيني
وكرر ترامب هجماته على بايدن، الذي أبقى نشاطه في حده الأدنى في ظل القيود المفروضة لاحتواء وباء كوفيد-19.
وزعم أن منافسه الديمقراطي يريد “خفض موازنة الشرطة”، وهذا مطلب يرفعه بعض المتظاهرين ضد العنصرية؛ مصرا على أن ذلك وارد في وثيقة أجندة بايدن، لكنه لم يستطع تقديم دليل على ذلك عندما طلب ذلك الصحفي والاس.
وحين سأله صحفي فوكس نيوز عما إذا كان يعتقد أن بادين مصاب بالخرف، قال ترامب: لا أريد قول ذلك، ما أقوله هو أنه غير مؤهل ليكون رئيسا. لكي تكون رئيسا يجب أن تكون حذقا وقويا، إضافة إلى أشياء أخرى. إنه لا يغادر حتى سرداب منزله”.
كما تساءل إن كان بايدن قادرا على النجاح في اختبار للقدرات الإدراكية، وقال إنه أجراه و”تفوق فيه”، واعتبر أن المرشح الرئاسي الديمقراطي سينهار تحت وقع الأسئلة الصعبة.
وأضاف في هذا السياق “فليشارك بايدن في مقابلة كهذه، سيرتمي أرضا باكيا طلبا لوالدته؛ سيقول “أمي، أمي، أرجوك خذيني إلى المنزل”.
العالم يحسدنا
وجدد ترامب دفاعه عن طريقة تعامله مع الوباء، قائلا إن “العالم يحسدنا” على الفحوص، وعلى توقعه المبكّر أن الفيروس سيختفي يوما ما، مضيفا “سأكون على حقّ في النهاية”.
وكرر الملياردير الجمهوري رفضه إقرار إلزامية وضع الكمامة، مبررا ذلك بأنه يريد أن “يكون للناس قدر من الحرية”.
وفي ما يتعلق بالاضطرابات العرقية القائمة في البلاد، وارتفاع عدد الجرائم العنيفة في بعض المدن مؤخرا، وجّه الرئيس الأميركي اللوم إلى “المدن التي يديرها ديمقراطيون”، والتي “تدار بشكل غبي”.
وعندما عرض الصحفي إحصاءات تظهر أن ثمة احتمالا مضاعفا أن يقتل الأميركيون السود على أيدي الشرطة مقارنة بالبيض، ردّ ترامب “الكثير من البيض يُقتلون أيضا. عليك قول ذلك”.
وساوى بين من يرفعون علم الكونفدرالية ومن يتبنون شعار “حياة السود مهمة”، معتبرا أن ذلك من قبيل “حرية التعبير”.
طال انتظاره
وكرر ترامب معارضته تغيير تسميات قواعد الجيش الأميركي التي تحمل أسماء جنرالات كونفدراليين، رغم دعم الجيش للاقتراح.
وقال “لا يهمني ما يقوله الجيش”، وتساءل هازئا: “هل سنطلق عليها اسم القس آل شاربتون؟”. والأخير ناشط حقوقي أميركي أسود بارز.
ولم ترد حملة بايدن بشكل مباشر على ما ورد في المقابلة، مع أن المرشح الديمقراطي قال سابقا على تويتر إن “حظر علم الكونفدرالية في المواقع العسكرية قرار طال انتظاره”.
وقال ترامب حول مواضيع أخرى متفرقة إن الاقتصاد “يبلي بلاء حسنا”، رغم وجود ملايين العاطلين عن العمل، وإعادة فرض تدابير حجر في بعض الولايات، كما لاحظ أن البورصة في مستويات تكاد تكون قياسية.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية