العراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا “خبراء” يحللون الوضع الذي آل إليه وطنهم في ظل غياب الدولة وسيطرة قانون الغاب، ما حول العراق إلى “دولة اللادولة”.
بغداد – لا يكاد يغيب مصطلح “اللادولة” عن تغريدات العراقيين في حديثهم عن العراق.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي يجزم العراقيون بأن مفهوم اللادولة يعني مصادرة سيادة العراق لفائدة مجاميع مسلحة مسنودة بأحزاب سياسية ورجال دين مرتهنين بأوامر إيران تحت شعارات رنانة مثل شعار “المقاومة”. واعتبر مغرد:
مصطفى الكاظمي القادة الأمنيين بالطرد من مناصبهم إذا أخفقوا في مواجهة الميليشيات الموالية لإيران، في تصميم على ردع إجرام الميليشيات إثر تصعيد عملياتها باستهداف الناشطين، وفق مراقبين.
ويقول مغردون إن العراق يشهد حاليا صراعا مريرا بين الدولة واللادولة.
ويحاول الكاظمي إنشاء عراق مختلف، عبر التحرر من النفوذ الإيراني وإقامة علاقة تدريب عسكري مستدامة مع واشنطن، والانفتاح على المحيط العربي. ويشير مراقبون إلى أن الميليشيات الموالية لإيران، والتي أصبحت “دولة داخل الدولة بنفس الطريقة التي يعمل بها حزب الله في لبنان”، هي التحدي الأصعب الذي يواجهه الكاظمي، لافتين إلى أنه أبلغ الإيرانيين خلال زيارة الشهر الماضي بأن على طهران إقامة علاقات “دولة مع دولة”، بدلًا من العمل مع قادة الميليشيات الذين قد يقوّضون سلطة بغداد.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي لا يكفّ العراقيون عن المطالبة بوضع حد لمنظومة اللادولة وأدواتها التي تخوض حربا بالوكالة على أرض العراق بدعم من الحرس الثوري الإيراني.
وفي هذا السياق كتب الناشط العراقي ستيفن نبيل:
والجارة الشرقية للعراق هي إيران التي يطلق عليها تهكما اسم “الأرجنتين” بعد أن صرح رئيس الوزراء العراقي السابق عادل عبدالمهدي في مارس 2019 بأن “المخدرات ظاهرة كبيرة تحاول أن تمتد، تأتي من الأرجنتين إلى عرسال وتنتقل عبر سوريا وتدخل إلى العراق، وتؤسس لنفسها في العراق شبكات مخدرات”، في محاولة للتغطية على موضوع دخول المخدرات من إيران.
وقال مغرد:
LaithShubbar@
نحن أمام مفترق طرق؛ فإما الدولة والقانون والمواطنة وإما اللادولة والفوضى والفساد. الطريق الأول سيعزز من دور العراق عربيا وإقليميا وعالميا وسيجعله قبلة للناظرين ليقود المنطقة، أما الثاني لا سمح الله فيقود إلى التهلكة والاقتتال والتخلف. فأي الطريقين سيختار العراق ومقومات النهضة كلها متوفرة له؟
وعملت إيران، ممثلة في مرجعيتها الدينية وأحزابها وميليشياتها في العراق، على نشر الفساد وعسكرة المجتمع. وأمعنت في تقسيم الشعب العراقي مذهبيا حتى يسهل عليها التحكم فيه. ويقول عراقيون إن التدخل الإيراني في العراق يرتقي إلى مرتبة “الاحتلال”.
ويطالب مغردون بالتصدي لقوى اللادولة. وكتب ناشط:
ويحتج العراقيون منذ أكتوبر الماضي، في الشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد “الاحتلال الإيراني” لبلادهم. وأظهر استطلاع أجراه “مركز الرافدين للحوار”، وهو منظمة عراقية مستقلة، أن نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي كانوا المحرك الأساسي للاحتجاجات الأخيرة.
كان ناشط نشر استبيانا لمتابعيه على تويتر للتعريف بمفهوم اللادولة، وجاء في تغريدته:
mede_hardy@
استبيان لأصدقائي العراقيين: في السنوات الأخيرة ظهر في العراق مفهوم اللادولة ويستخدمه العراقيون على نطاق واسع. ماذا يقصدون حقّا بكلمة اللادولة؟ شكرا جزيلا لك إذا كان بإمكانك المشاركة في هذا الاستبيان.
وتباينت آراء العراقيين في تعريف اللادولة. لكن الإجابات كلها صبت في خانة سيطرة قانون الغاب.
وقال معلق:
ETHARGARGEES@
إذا لم يتحقق المعنى الاعتباري من الدولة فبالتأكيد معنى اللادولة هو الذي يكون حاضرا؛ فاللادولة هو مفهوم يصف حالة غياب النظم القانونية والأخلاقية إلى حد ما، والتي تربط أفراد المجموعة الواحدة ضمن النطاق الجغرافي.. وبالتالي فاللادولة هي الفوضى عوضا عن النظام.
وفسر ناشط:
وقال آخر:
Mostafakazem11@
اللادولة حسب المفهوم الوظيفي تعني أن الرجل الذي يجب أن تحاربه الدولة أصبح الرجل الذي يوجه الدولة.
وتفاعل مغرد:
Tahsin25970427@
سيادة الخوف والقتل والخطف والظلم وغياب القانون الرادع والأمن تُخرج الدولة إلى اللادولة.
العرب