إحباط في الشارع التونسي من استمرار قيود كورونا

إحباط في الشارع التونسي من استمرار قيود كورونا

تونس – شكل تمديد السلطات التونسية للقيود المفروضة لاحتواء جائحة كورونا حالة من الإحباط في الشارع التونسي الذي كان يأمل في تخفيفها بعد نحو شهرين ونصف الشهر من الإنهاك الاجتماعي والاقتصادي.

وأعلنت وزارة الصحة التونسية مساء الأحد التمديد في حظر التجوال الليلي حتى يوم 30 ديسمبر الجاري في كل أنحاء البلاد، للحد من تفشي فايروس كورونا، وذلك وسط اضطرابات اجتماعية أدت إلى تنظيم مظاهرات عدة.

وأكدت الوزارة أن حظر التجوال يسري من الثامنة مساء حتى الخامسة صباحا كامل أيام الأسبوع، مع تمديد القيود المفروضة على بعض القطاعات كإغلاق المقاهي عند السابعة مساء ومنع إقامة المؤتمرات والمعارض، مع الإبقاء على إلزام ارتداء الكمامات في جميع الأماكن.

وأثارت هذه القرارات حفيظة الكثير من التونسيين، حيث وصفها البعض بالارتجالية وتعكس تخبط الحكومة وعجزها التامّ عن مجابهة الأوضاع وممارسة الحكم.

وقال الهاشمي نويرة رئيس تحرير صحيفة “الصحافة” على حسابه على فيسبوك “من الواضح أنّ الحكومة فقدت البوصلة وهي تختبئ وراء لجنة كورونا للتّورية على عجزها في مجابهة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والصحّية والسياسية”.

وأضاف نويرة “حكومة تتّخذ قرارات لا تمتلك وسائل تنفيذها ولا تستوعب تداعياتها على حياة المواطن ولا تصطحب هذه القرارات بإجراءات تعويضية للمتضرّرين والمواطنين الذين أصابهم البأس والإحباط في مَقْتل وأصبحوا يُؤثرون الموت بكورونا على الموت جوعا وقهرا”.

وتابع “انفلات في الاحتجاجات وهياكل ومؤسّسات الدولة أصابها الشّلل الكامل وصبر المواطن بلغ منتهاه”.

وشدد نويرة على أن “مجابهة الأزمات لا تتمّ بممارسة سياسة النعامة والهروب إلى الأمام وإنّ حظر الجولان لن يوقف الاحتجاجات إذا تمكّن الجوع من المواطن.. فالجوع كافر يا أيّها الكفّار بنعَم تونس عليكم”.

وأثار تصحيح الحكومة لبيان التمديد في حظر التجول تسع مرات سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي حيث عبر نشطاء أن وزارة الصحة ليست في صحتها.

فبعد أن أصدرت الحكومة بيانا تؤكد فيه أن حظر التجوال يتواصل إلى 31 مارس 2021 تراجعت لتؤكد أنه يجري إلى حدود 31 ديسمبر الجاري قبل أن تقوم بالتعديل التاسع وتبلغ أنه يمتد إلى 30 ديسمبر الجاري.

وعبرت عدة تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي عن مشاعر الإحباط من مواصلة حظر التجول الليلي، لاسيما أن الازدحام الذي تشهده تونس خلال ساعات النهار خصوصا في الأسواق الشعبية ووسائل التنقل العمومي يعرض المواطنين أكثر إلى العدوى.

ولم يخف التونسيون تململهم من القيود المفروضة التي أنهكتهم ماديا ونفسيا، لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

وأدت القيود المفروضة منذ أكتوبر الماضي إلى تضرر العديد من القطاعات الحيوية على غرار المقاهي والمطاعم والحانات والنزل وخاصة القطاع الثقافي.

ودخل العديد من الفنانين التونسيين في اعتصام مفتوح في مدينة الثقافة بتونس للتنديد بقرار تمديد حظر التجول ليلا، واعتبروا أن قرار إيقاف النشاطات الثقافية لا يراعي الوضعيات الاجتماعية الصعبة التي يمرّ بها جزء واسع من فنانين وموسيقيين في تونس.

كانت الحكومة بدأت في تطبيق تدابير الوقاية من الفايروس قبل أكتوبر بكثير في مسعى للحد من سرعة تفشي الفايروس مع بلوغ حصيلة يومية بمعدل ألف إصابة وسقوط وفيات بشكل يومي.

وتجاوزت تونس عتبة الـ100 ألف إصابة منذ بداية تفشي الوباء بحسب آخر تحديث للوزارة السبت، شفي من بينهم 76441 شخصا فيما يرقد في المستشفيات 1433 مصابا. وبلغ العدد الإجمالي للوفيات جراء الفايروس 3526 متوفيا.

وضاعف الوباء من صعوبات القطاع الصحي العام المتهالك في تونس في ظل الضغط الكبير في أقسام كوفيد – 19 بسبب النقص الحاد في عدد الأسرة والتجهيزات.

العرب